صوت الحوت الازرق في مصر
أثار صوت صادر من البحر على بعض المدن الساحلية قيل أنه صوت الحوت الازرق الرعب في نفوس أهالي تلك المدن.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في محافظة مطروح والسواحل دولة ليبيا الشقيقة فيديوهات لصوت يشبه صوت الحوت الأزرق من أمام الشواطئ في مدينة الضبعة، مما تسبب في حالة ذعر الأهالي.
وقال نصر رشوان، أحد أبناء مدينة الضبعة في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، إنه أثناء تواجده على ساحل البحر، خاصة شاطئ الضبعة، سمع صوتا يشبه صوت الحوت الأزرق وقام بتصويره فيديو.
وأوضح: إنه بعد نشر الفيديو على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تواصل معه أصدقاؤه من مدينة العلمين يريدون سماع ذلك الصوت، مؤكدًا أنه حتى الآن لا أحد يعلم ما هذا الصوت، ولكنه يتردد أنه قد يكون صوت الحوت الأزرق.
صوت الحوت الازرق في ليبيا
من جانبها أكدت جمعية رؤية لهواة الفلك، أن مقاطع الفيديو التي تظهر أصوات غريبة، في عدّة مدن ليبية، والتي قِيل أنها صوت الحوت الازرق هي مقاطع قديمة وليست في ليبيا.
وأفادت الجمعية عبر صفحتها على الفيسبوك، أنها تلقّت “عشرات الاستفسارات عن صوت غريب يخرج من جانب البحر الأبيض المتوسط في عدة مدن ليبية كما تظهره بعض المقاطع المرئية المتداولة عبر صفحات التواصل الاجتماعي”، لافتة إلى أنها لا تستطيع أن تنفي أو تؤكد هذه الظاهرة، ولكنها تستطيع التأكيد أن مقاطع الفيديو المتداولة، ليس في ليبيا.
ما لا تعرفه عن الحوت الازرق
يصعب قياس وزن الحيتان الزرقاء بسبب حجمها، وكما هو الحال مع معظم الحيتان الكبيرة التي يستهدفها صيادو الحيتان، فإن ذكور الحيتان الزرقاء البالغة لم توزن كاملة قط، ولكنها تقطّع إلى قطع صغيرة أولاً يسهل التعامل معها، ولذلك فإن تلك التقديرات كانت أقل من الوزن الكلي الحقيقي للحوت، وذلك لأن الحوت يفقد بعض الدم والسوائل الأخرى إذا ما تم تقطيعه.
الحيتان الزرقاء الموجودة في شمال المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ أصغر حجماً في المتوسط من تلك الموجودة في المناطق القريبة من القطب الجنوبي، وقد سُجلت أوزان تتراوح ما بين 150 و170 طناً لحيتان يصل طولها إلى 27 متراً (89 قدماً)، وقد قام المختبر الوطني الأمريكي للثدييات البحرية (NMML) بتقدير وزن حوت طوله 30 متراً (98 قدماً) بما يزيد عن 180 طناً، وأما أكبر حوت أزرق قام علماء «NMML» بوزنه بشكل دقيق فهي أنثى بلغ وزنها 177 طناً.
تتغذى الحيتان الزرقاء بشكل حصري تقريباً على القشريات الصغيرة المعروفة باسم الإيفوزيات، ومع ذلك فإنها تتناول كميات قليلة من مجدافية الأرجل، وهي قشريات صغيرة تعيش في البحار والمياه العذبة. وتختلف أنواع العوالق الحيوانية التي تتغذى الحيتان الزرقاء عليها من محيط إلى محيط، ففي شمال المحيط الأطلسي فإن الأنواع التي تشكّل الغذاء المعتاد.
يتناول الحوت الأزرق البالغ ما يصل إلى 40 مليون كريل في اليوم الواحد، وتأكل الحيتان دائماً في المناطق التي تتواجد فيها التراكيز العُليا من الكريليات، وهي تأكل في بعض الأحيان ما يصل إلى 3,600 كيلوغرام (7,900 رطل) من الإيفوزيات في يوم واحد، وذلك لأن الحوت الأزرق البالغ يحتاج إلى طاقة يومية تزيد عن 1.5 مليار سعرة حرارية.
تختلف عادات الحيتان الزرقاء الغذائية من موسم لآخر، فهي تكون شرهة جداً عندما تكون في المياه الغنية بالإيفوزيات في المنطقة القطبية الجنوبية قبل أن تهاجر إلى مناطق تكاثرها في المياه القريبة من خط الاستواء والتي تكون أكثر دفئاً وأقل غِناءً بالإيفوزيات، ويستطيع الحوت الأزرق أن يتناول من الطاقة ما يصل إلى تسعين ضعفاً من الطاقة التي يستهلكها، وهذا يسمح له أن يخزن احتياطاتٍ كبيرة من الطاقة.
تأكل الحيتان الزرقاء عادة على عمق يزيد عن 100 متر (330 قدماً) خلال النهار، وتأكل عن السطح خلال الليل فقط، وذلك بسبب حركة الإيفوزيات، وعادة ما تكون مدة غوصها عند التغذية عشر دقائق، إلا أن هذه المدة كثيراً ما تصل إلى عشرين دقيقة، وأما أطول مدة غوص سُجلت فهي 36 دقيقة.
يأكل الحوت الأزرق بوساطة الاندفاع باتجاه مجموعات الإيفوزيات، مما يؤدي إلى دخول هذه الحيوانات بالإضافة إلى كميات كبيرة من الماء في فمه، ثم يقوم الضغط القادم من الكيس البطني واللسان بعصر الماء من بين صفائحه البالينية، وعندما يتفرغ فمه من الماء، فإنه يقوم بابتلاع الإيفوزيات المتبقية في فمه، والتي لم تتمكن من المرور من خلال الصفائح البالينية.
ويستهلك إضافة إلى الإيفوزيات: الأسماك الصغيرة والقشريات والحبّارات التي تعلق مع الإيفوزيات في صفائحه البالينية.
تبدأ الحيتان الزرقاء بالتزاوج في أواخر فصل الخريف وتستمر حتى نهاية فصل الشتاء، ولا يُعرف الكثير عن عادات تزاوج هذه الحيتان. تلد الإناث عادةً مرة واحدة كل سنتين أو ثلاث سنوات، ويكون ذلك في بداية فصل الشتاء بعد فترة حمل تتراوح ما بين 10 و12 شهراً، ويكون وزن صغير الحوت (العجل) عند الولادة حوالي 2,5 طن وطوله حوالي 7 أمتار (23 قدماً)، وبعد الولادة يبدأ العجل بتناول كمية كبيرة من الحليب تتراوح ما بين 380 و570 لتراً في اليوم الواحد، ويحتوي حليب الحوت الأزرق على طاقة يصل مقدارها إلى 18,300 كيلوجول/كيلوغرام (4,370 كيلوسعرة/كيلوغرام)، ويبلغ العجل الفطام بعد ستة أشهر من ولادته، ويكون قد وصل طوله حينئذٍ إلى ضعفي ما كان عليه، ويصل الحوت الأزرق سن البلوغ عندما يكون عمره بين خمس سنوات وعشر سنوات غالباً.
أشارت دراسة أجريت عام 1971 إلى أن شدة الأصوات التي تصدرها الحيتان الزرقاء تتراوح ما بين 155 و188 ديسيبل عندما تقاس على ضغط يساوي مايكروباسكالاً واحداً على متر واحد. وتصدر جميع مجموعات الحيتان الزرقاء أصواتاً تتراوح تردداتها الأساسية ما بين 10 و40 هرتز، مع العلم أن تردد أدنى صوت يمكن للإنسان أن يسمعه هو 20 هرتز.
وأما مدة نداءات الحيتان الزرقاء فتتراوح ما بين عشر ثوانٍ وثلاثين ثانية، وقد سُجلت أصوات لحيتان زرقاء قبالة سواحل سريلانكا تتكون من أربع نوتات موسيقية، مدة الواحدة منها تساوي دقيقتين تقريباً، وهي مشابهة بذلك لأصوات الحيتان السنامية المعروفة، وبما أن هذه الظاهرة لم تُشاهد عند أي مجموعة أخرى من الحيتان الزرقاء فإن الباحثين يعتقدون أنها قد تكون فريدة عند سلالة الحيتان القزمة فقط.
https://www.youtube.com/watch?v=BdufhqbIvFI