دائمًا يتبنى المجتمع الغربي خاصة في أوروبا الأفكار الشاذة والغريبة وكله تحت مسمى حقوق الإنسان والحريات التي لا تعرف من وجهة نظرهم ولا تعترف بالقوانين الإنسانية والدساتير الدينية واللوائح الطبيعية ولا حتى الأعراف والعادات والتقاليد، فقط السلوك الشاذ أيًا كان المجال أو الموضوع.
من قبل دافع المجتمع الأوروبي عن المثلية والمثليين وأباح زواج المرأة من مثلها، والرجل من مثله، غير عابئين بأية قوانين أو أديان أو أعراف، وراحوا يغزون بأفكارهم العالم ليحاولوا بث تلك السموم إلى المجتمعات الشرقية والمجتمعات التي يغلب عليها الطابع الديني، ومن ثم كان الدفاع عن الإباحية وممارسة الجنس ومحاولة تقنينه بالمرة.
هذه المرة كانت فكرة السادية التي تعتمد على العنف في ممارسة العلاقات، بواسطة أشخاص غير متوازنين لديهم خلل نفسي بممارسة السادية بالتحكم في الآخرين الذين يتمتعون بسادية عكسية في رغبة ملحة منهم أن يكونوا عبدة مملوكين يُمارس ضدهم سلوك السيد وبأشكال مختلفة سواء في صورة إنسان خاضع ذليل أو حتى على شكل حيوان يتبع أوامر سيده.
طقوس غريبة ومخيفة باتت تغزو العالم ليظهر أكثر من 10 آلاف في بريطانيا يرتدون زي الكلاب المصنوعة من الجلد ويرغبون في ذلك بجرهم بواسطة مجموعة من البشر عن طريق الحبال في الشوارع ويصبح ذلك عملًا لهم أو حتى رغبة تمكن في نفوسهم يريدون التنفيس عنها.. كي يعيشوا فقط حياة الكلاب يجرون بسلاسل وحبال في الشوارع ويتحكم فيهم الآخرين.
ويرى هؤلاء المعروفون بـ الكلاب البشرية أن هذا الحيوان يعيش حياة أفضل من حياتهم التي يعيشونها ويتمتع بعالم مريح بشكل لا يُصدق، فليس عليهم أن يذهبوا إلى العمل أو يتألمون بسبب كل أنواع المشاكل الإنسانية، ليس لديهم حتى إحساس بالمستقبل، خاصة بعدما شوهدت الكلاب وهي تنام 16 ساعة في اليوم دون قلق أو إزعاج، وتُقدم لها الطعمة وتلعب وتمرح مع أصحابها.
تقارير إخبارية كشفت عن سبب تلك الظاهرة، وأكدت هؤلاء معظمهم يعانون من مشكلات نفسية تعرضوا لها في الصغر سواء التنمر أو عدم الثقة بالنفس، لذلك ذهبوا في هذا الطريق للبحث عن حياة جديدة ترتكز على الخضوع والسادية.
وبعد زيادة الأعداد بهذا الشكل أصبح وجودهم أمراً واقعاً، مما دفع إلى عمل محلات لبيع مستلزمات خاصة بهم ووجود مدربين لهم يوفرون لهم العيش كالكلاب، كما لم يقتصر الأمر على هذا الحد وإنما وصل إلى مسابقات للنباح ومسابقة أوروبية على مستوى القارة ستكون تحت اسم مستر أوروبا لأفضل كلب بشرى.
وأصبح عدد المنخرطين بتلك الظاهرة قابل للزيادة، وذلك بسبب تبادل الثقافات بصورة كبيرة مهما كان حجم السوء بها، إلا أن هناك فئة كبيرة تقوم بالتقليد فقط، وبالتالي قد نرى الأمر اعتيادياً في المستقبل، حيث يحاول هؤلاء الرجال في تلك الظاهرة أن يعيشوا حياتين بنفس الوقت ما بين حياتهم الطبيعية بالإضافة إلى حياتهم بعد العودة من عمل بعضهم بطريقة الكلب ليتلذذوا بما يشعرون به من ذل خلال ممارستهم تلك الظواهر.
كانت بداية هذه الظاهرة في بريطانيا خلال عقد التسعينات الماضي، لكنها اتسعت في العقد الأخير، وفي البداية اقتصرت الظاهرة على أشخاص يلبسون ويتصرفون كالكلاب داخل بيوتهم، لكن تدريجياً بدأت تخرج الظاهرة إلى العلن وكثيراً ما يُشاهد في الطرقات أشخاص يسحبون رجالاً يسيرون على أربعة ويتصرفون مثل الكلاب.
وأصبحت الظاهرة سريعة الانتشار في دول مثل كندا وأمريكا واستراليا وأغلب الكلاب البشرية يتقمصون دور الكلاب لـ أغراض جنسية أو من أجل المال.
وأشار أطباء علم النفس في جامعة لندن على أن هؤلاء الأفراد – الكلاب البشرية – مصابون بـ “اضطراب الشخصية” ومن أعراضه: القلق والكبح الاجتماعي، الشعور بالعجز والدونية، الحساسية الشديدة ضد آراء السلبية للآخرين، الانطوائية، والوحدة، كما يشعرون أنهم غير مرحب بهم من قبل الآخرين.
لكن ماذا بعد حول تلك الظواهر الغربية بدعوى حقوق الإنسان والحريات؟