يقول الله تعالى في كتابه العزيز، (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، لذا فإن الصلاة على النبي محمد تعني الثناء والتبريك والتعظيم والدعاء وهي من السنن المتسحبة صاحبة الفضائل الكبيرة.
وهو أمر إلهي ورد ذكره في القرآن الكريم، حيث خاطب الله تعالى المؤمنين في كتابه الحكيم في أكثر من آية وأكثر من موضع ليحثّهم على الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلّم-.
الصلاة على النبي محمد والسلام عليه
السلام على رسول الله يعني الدعاء له بالسلامة في قربه واليوم الآخر والسلامة والمباركة في بدنه ودينه.
وهي بمثابة رد الجميل للنبي، وحق من حقوقه على أمّته مُقابل الخير العظيم الذي قدّمه لهم، ويوافق المُسلم بصلاته على النبي صلاة الله والملائكة عليه، وسبب من أسباب إجابة الدعاء عند ختمه بالصلاة على النبي، وسببٌ في نيل شفاعة النبي يوم القيامة خاصة إذا اقترنت بسؤال الوسيلة له، وتُزكّي النفس وتطهّرها، وينال المصلي على النبي البركة في عمله، والرحمة من الله، وتنفي الحسرة والندامة عن المجلس الذي يُصلى فيه على النبي.
فضل الصلاة على النبي محمد يوم الجمعة
براءة من النار.. ذكر الإمام السخاوي عن أبي عبد الرحمن المُقري، قال حضرت فلانًا -وذكر رجلًا من الصالحين- في ساعة النزع ” ساعة الاحتضار”، فوجدنا رقعة تحت رأسه مكتوبا فيها: «براءة لفلان من النار»، وعندما سألوا أهله ماذا كان يفعل؟، فأجاب أهله: إذا ما كان يوم الجمعة صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ألف مرة، لذا قال الإمام الشافعي: «يستحب الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل يوم، ويزداد الاستحباب أكثر في يوم الجمعة وليلتها».
أجر وثواب الصلاة على النبي
تعتبر الصلاة على النبي من إحدى العبادات المفروضة، ولها أجر عظيم من الله تعالى، ومعناها، اللهم صل على سيدنا محمد،: أي الدعاء والطلب من الله تعالى بالثناء على سيدنا محمد في الملأ الأعلى أي: تكرار مدحه بين الملائكة، والصلاة لا تكون إلا على النبي وعلى آله.
فضائل الصلاة على النبي
للصلاة على محمد النبي الأمي الأمين فضائل كبيرة وعظيمة، فهي من طاعة الله تعالى، وامتثال أوامره، لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، فينال المسلم أجر وثواب طاعة الله سبحانه، ويقتدي به في الصلاة على النبي.
كما أن فيها تعظيماً له صلى الله عليه وسلم، وتكميلاً للإيمان، وزيادةً في الحسنات، وتكفيراً للسيئات. ذكر الله -عز وجل- للذاكرين، لقوله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)، وذكر الله يشمل الطاعات بكل أنواعها، والصلاة على النبي من أعظم أنواع الذكر والعبادة لله، ولو لم يكن للذكر إلا هذا الفضل لكفى به شرفاً. الصلاة على النبي تدلّ على الجود، فقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض الأحاديث أن الذي لا يذكر النبي عند ذكر اسمه فهو بخيل، لقول النبي: (رغِمَ أنْفُ رجلٍ ذكِرْتَ عندهُ فلم يُصِلّ عليّ)، فينبغي على المُسلم المُبادرة إلى الصلاة على النبي عند ذكره.
دلالة على توقير النبي، وزيادة في محبته، لقول الله تعالى: (لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)، وهي سببٌ في استجابة الدُعاء، فلا بد للمُسلم أن يأخذ بأسباب الاستجابة، وسببٌ لمغفرة الذنوب، والتخلُص من الهُموم، فقد قال أحد الصحابة -رضي الله عنهم- للنبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه سيجعل كُل ذكره بالصلاة والسلام عليه، فبشّره النبي بالمغفرة وإزالة الهم، فقد جمعت الصلاة على النبي بين خيري الدُنيا والآخرة.
ليس هذا فحسب، فهي علامةٌ من علامات الإيمان، لحديث النبي: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ)،[١١]والمحبّة المُطلقة للنبي تكون باتّباعه بِكل ما أمر، والابتعاد عن كُلّ ما نهى، والصلاة عليه من الأمور التي تُنمّي هذا الحب، وسببٌ في صلاة الله على من يُصلّي على النبي، ورفع الدرجات في الجنة يوم القيامة، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ)، فالسعيد من لازم الصلاة على النبي، فهي مصدرٌ لزيادة الحسنات التي تُثقل الميزان، وتكفير الذنوب، ورفع الدرجات في الجنة، سببٌ في القُرب من النبي، لقوله عليه الصلاة والسلام: (أولى النَّاسِ بي يومَ القيامةِ أَكثرُهم عليَّ صلاةً).