مفهوم زواج التجربة
زواج التجربة مبادرة أطلقها أحد المحامين المشهورين في مصر، فعلى طريقة “قائمة المنقولات” يوقع الزوجان طرفي عقد القران، قسيمة قانونية، تتضمن بعض الشروط التي تنظم حياة كلًا منهما مع الآخر وفقًا لرؤيتهما المشتركة.
تتضمن تلك الشروط التي يتفق عليها الزوجان مثلًا: “الأمور المادية، أو أمور عمل الزوجة من عدمه، ومدى موافقة الزوجة لتعدد زيجات زوجها من عدمه، ومدى الرغبة المشتركة في الإنجاب، وغيرها من الأمور التي تعد بمثابة دستور حياتهما”.
في هذا الزواج يعد عقد القران لاغيا في حالة تراجع أيًا من الطرفين عن أي بنود تضمنها تلك الوثيقة.
مدة زواج التجربة في العقد
المحامي مُطلق المبادرة اقترح ضمن الشروط وبنود العقد أن يُحدد المقبلون على الزواج مدة معينة في العقد، تكون بمثابة فترة معايشة أولية، تتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات، ولا يجوز الطلاق في هذه المدة، لكي يستطيع الزوجان الحكم على التجربة، وإصدار نتائج حقيقية بعد اكتمال فترة المعايشة.
متى ينتهي عقد زواج التجربة؟ وما الشروط؟
لكل طرف منهما الحق أن ينهي الزواج إذا أراد بعد تلك الفترة دون شروط، أما في حالة طلب أحد الزوجان الطلاق قبل انتهاء المدة، فإذا كان الرجل هو من طلب، فيمنحها نفقتها وعدتها ومتعتها كاملة ومؤخر صداق وقائمة المنقولات كاملة، ومسكن الزوجية في حالة إذا كانت حاضنة، أما إذا كانت الزوجة هي من طلبت الطلاق فلابد أن تعيد الشبكة والمهر فقط.
أول عقد لـ زواج التجربة
المحامي أحمد مهران، أستاذ القانون العام ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، صاحب المبادرة، نشر عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” نموذج لعقد زواج تم وفقًا للمبادرة التي أطلقها قبل عدة أشهر فيما يعرف بـ”زواج التجربة“، وذلك بعدما قام بتوقيع الطلاق على زوجته الأولى.
وكتب “مهران” عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: إنه بناءًا على طلب الكثيرين، أنشر لكم أحد نماذج عقود زواج التجربة بعد موافقة الزوجين”، مضيفًا: “زواج التجربة هو الأنسب لهذه المرحلة وبهدف الحد من انتشار الطلاق في المجتمع العربي، المهم الالتزام والحفاظ على كيان الأسرة واستبعاد الطلاق كحل لأي من المشاكل التي تواجه الزوجين في السنوات الأولى من الزواج”.
وأكد مهران صحة الأسس التي قامت عليها مبادرته، استنادًا لموروث “قائمة المنقولات”، التي توثق ملكية كل من الزوجين من قطع أثاث أو أجهزة كهربائية أو ما شابه، ويلتزم كلا الطرفين بردها إذا ما طٌلب منه ذلك، ويوافق عليها طرفي عقد القران دون أي ضغينة.
رأي الدين في زواج التجربة
الأزهر الشريف أكد في بيان رسمي بطلان زواج التجربة، باعتباره زواجًا للمتعة فاسدًا لا عبرة به، واشتراط انتهاء عقد الزواج بانتهاء مدة مُعينة يجعل العقد باطلًا ومحرما، مؤكدًا في بيانه الرسمي أن الزواج ميثاق غليظ لا يجوز العبث به، واشتراط عدم وقوع انفصال بين زوجين لمدة 5 سنوات أو أقل أو أكثر فيما يسمى بزواج التجربة اشتراط فاسد.
وأكد الأزهر الشريف أ زواج التجربة يتنافى مع دعائم منظومة الزواج في الإسلام، وتتصادم مع أحكامه ومقاصده؛ إضافةً إلى ما فيها من امتهان للمرأة، وعدم صونٍ لكرامتها وكرامة أهلها، وهذه الصورة عامل من عوامل هدم القيم والأخلاق في المجتمع، موضحًا أن زواج التجربة -كما قرَّر مُبتدعوه- هو زواج محظور فيه على كلا الزوجين حَلّه بطلاق من الزوج، أو خلع من الزوجة، أو تفريق من القاضي مدة خمس سنوات، أو أقل أو أكثر، على أن يكون ذلك شرطًا مُضمَّنًا في عقد الزواج إلى جوار شروط أخرى يتفق عليها طرفاه.. ثم كثرت الأغاليط حول مصير هذا العقد بعد انتهاء مدة التَّجربة المنصوص عليها، في حين اختار بعضُ المتحمسين لهذا الزواج -أو إن شئت قلت: الابتداع- أن ينتهي عقدُه بانتهاء المدة المقررة؛ ليضاف بهذا إلى جوار شرط «حظر الطلاق» شرطٌ آخر هو التَّأقيت.
هذا الرأي أكده الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بسبب وضع شرط المدة الذي يبطل عقد القران، مؤكدًا أنه لطرفي عقد الزواج أن يتفقان على شروط حياتهما معًا وفقًا للشريعة الإسلامية، ولكن أن يحدث أن يحدد الطرفين مدد معينة فهنا يحدث الخلط في الأوراق.
وبين كريمة أن هذا الزواج لا فرق بينه وبين زواج المتعة لدى الشيعة، وهو ما يُبطل عقد القران، وليندرج الزواج تحت مسمى الزنا، قائلًا: “المسلمون عند شروطهم إلا شرطًا أحل حرامًا وحرم حلالًا” ليؤكد أن تلك المبادرة انبثقن من الانفلات المجتمعي السائد حاليًا وجرأة البعض على الدين.