ما عجز عنه البشر لسنوات، وأثار رعبهم كل لحظة، تمكنت منه الطبيعة في وقت قياسي، واستطاعت أن تُغلق ثقب الأوزون الذي هدد البشرية بخطره الشديد.
وقالت وكالة “كوبيرنيكوس” الأوربية لمعلومات تغير المناخ، في تغريدة لها على تويتر، إن الثقب غير المسبوق لطبقة الأوزون في نصف الكرة الشمالي الذي تشكل في 2020 قد انغلق، مشيرة إلى أن وقوع ما يُعرف بانقسام الدوامة القطبية سمح للهواء الغني بالأوزون بالولوج إلى القطب الشمالي مما أدى إلى غلق الثقب.
أسباب ثقب الأوزون
الاحتباس الحراري، أو التكنولوجيا، أو كما يُقال عنه أحيانا التغيير المناخي بفعل المركبات التي صنعها الإنسان من مواد عضوية، كان السبب في هذه الظاهر المدمرة.
أمريكا، كانت على رأس الدول التي تستهلك تلك المركبات، وهي مركبات الكلوروفلوروكربون: وهي مواد عضوية يدخل في تركيبها الكلور والفلور والكربون، وتصل كمية الإنتاج العالمي من هذه الغازات سنويا حوالي 1400 مليون طن منها 970 ألف كغم من النوع المدمر للأوزون.
كانت أمريكا تستخدم كميات كبيرة من مركبات الكلوروفلوروكربون، حيث تنتج 350 مليون طن سنويا وتدل الإحصائيات على أن كمية مركبات الكلوروفلوروكربون 11 و 12 (و هما الأرخص ثمنا إلا أنهما الأكثر ضررا للأوزون)، قد تضاعفت ثلاث مرات أضعاف الكمية المتراكمة بين عامي 1970-1980.
وبجانب الغازات يوجد مركبات الهليوم المسببة لاستنفاد الأوزون، وتستخدم مركبات الكلوروفلوروكربون في تجهيز أساسيات البيوت وفي العبوات المستخدمة لمكافحة الحرائق وفي مبيدات الحشرات وفي العبوات المستخدمة في تصفيف الشعر ومزيلات الروائح وغيرها من مستحضرات التجميل.
وهذه المركبات تتحلل إلى ذرات الكلور والفلور. وهي قادرة على المساهمة في تحويل الأوزون إلى أوكسجين وتسعى الدول الصناعية إلى استبدال هذه المركبات بأخرى غير ضارة بطبقة الأوزون نتيجة للمؤتمرات الدولية التي أكدت على ضرورة الاستغناء عن هذه المركبات الضارة بطبقة الأوزون.
ليس هذا فحسب، بل إن التجارب النووية التي وصل إليها الإنسان في السنوات الأخيرة، وهي تتلف الأوزون بنسبة 20-70% وخاصة التفجيرات الهوائية وكذلك الانفجارات البركانية، والعوامل الجيوفيزيائية، من الأعاصير وغيرها من تلك الظواهر، هي أيضًا إحدى عوامل هذا الخطر.
ويحدث الثقب داخل الدوامة القطبية وهي كتلة كبيرة من الهواء المنعزل نسبيا فوق القارة القطبية الجنوبية خلال الشتاء القطبي والربيع، ومع أن الثقب يظهر موسميا إلا أنه يزداد سوءا في كل مرة يظهر فيها عن سابقتها، ونتيجة اتساع القطب الجنوبي فإنه ينذر بمخاطر سوف تتعرض لها جنوب الأرجنتين.
أضرار ثقب الأوزون على الكائنات الحية
اتساعه يؤدي إلى تعرض الأرض للأشعة فوق البنفسجية حيث يؤدي ذلك إلى خلل في جهاز مناعة الإنسان والإضرار بالعيون وارتفاع الإصابة بسرطان الجلد، أما بالنسبة للنباتات فقد ثبت أن التعرض لكميات الأشعة فوق البنفسجية تلحق الضرر باليخضور وبالتالي انخفاض القدرة الإنتاجية مما يهدد الأمن الغذائي على سطح الكرة الأرضية.
أما بالنسبة للحيوانات فهي تمتاز بوجود الشعر أو الريش فهي أقل ضررا بالإصابة بسرطان الجلد، ولكن عند تعرضها لكمية إشعاع مرتفعة فأغلب الظن أنها سوف تعاني من الضرر مثل إصابة العيون والتغييرات الجينية التي تحدث طفرات عديدة.
أما بالنسبة للعوالق النباتية واليرقات فإنها أول ما تتأثر بالإشعاع المتزايد كونها طافية على سطح البحر وأما الأحياء المائية الأخرى فيعتقد العلماء بأنها أكثر أمانا من غيرها نتيجة وجود الماء الذي يحميها.