توضح ثلاث خرائط مهمة الأسباب الغامضة حول غزو تركيا لسوريا، وماهي احتياجاتها الفعلية للهجوم علي شمال سوريا، ولماذا تقوم بالهجوم العنيف علي أرض الشام من أجل تحقيق أهداف الغزو التركي.
الخريطة الأولي
تشرح الخريطة الأولى حجم سيطرة الأطراف المختلفة على الأرض فى سوريا، 60% من الأراضي السورية تحت سيطرة نظام الأسد، لكنها أرض بعيدة عن الحدود التركية.
ويسيطر الأكراد الذي أطلقوا علي أنفسهم اسم “قوات سوريا الديموقراطية” علي قرابة 30 % من الأراضي الملاصقة للحدود التركية، حيث تمثل تلك الأراضي ثلثي امتداد الحدود بين سوريا وتركيا.
شاهد ايضاً: ما لاتعرفه عن شرم الشيخ.. حسين سالم مصدر الكوارث وتدمير السياحة البيئية
وتدعم تركيا نسبة 10% من الأشخاص المتواجدين في تلك الحدود والتي يعود معظمهم إلي المعارضية السورية المسلحة، وكانت تحصل علي دعم من بلاد الغرب حتي قبل دخول داعش لمنطقة الشرق الأوسط، ويلقبون أنفسهم بالجيش الوطني السوري، وكانوا يحملون اسم الجيش السوري الحر سابقاً، وهؤلاء يمثلون نسبة الـ 10% للأشخاص المتواجدين في الثلث المتبقي من حدود تركيا مع سوريا.
ويوجد جزء صغير جداً بنسبة تتراوح من 1-2% مع جماعة داعش الإرهابية،ولكن هذا الجزء الصغير يعيش علي جزيرة منعزلة ومحاصرة بقوات نظام الأسد من جميع الإتجاهات.
الخريطة الثانية “المنطقة الآمنة”
تسبب تواجد الأكراد علي طول حدود تركيا بشكل شاسع، وامتلاكهم قوة عسكرية تقوي يوماً بعد يوم، في قلق اردوغان طوال الوقت، كما تصيبه المخاوف حول دعم أكراد سوريا لأكراد تركيا وإمكانية إنفصالهم بدولة مستقلة.
ولم ينسي اردوغان دعمه للجيش الوطني السوري وطلائع الثورة السورية ضد نظام الأسد، وفي الوقت نفسه يريد أردوغان إرجاع عدد كبير من اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا إلي بلادهم مرة أخري.
ومن هنا راودته فكرة المنطقة الآمنة، بعمق 30 كيلو تقريباً، وبطول 500 كيلو على الحدود التركية السورية، وهذا ماتوضحه الخريطة الثانية
قرابة الـ10 آلاف كيلو متر مربع.
يهمك ايضاً: مملكة الجبل الأصفر البديل الأمريكي لفلسطين.. تقرير سري شامل عن سبب إنشائها
ويرغب الرئيس التركي تهجير الأكراد خارج الـ140 قرية الموازية للحدود التركية، حتي يعيش بها مليون لاجيء سوري المقيمين بتركيا الآن، وفي نفس الوقت يمكن الجيش الوطني السوري من السيطرة علي هذه المنطقة بالكامل..
ويحاول أردوغان منذ أمد بعيد علي إقناع دول العالم بإنشاء المنطقة الآمنة، لكن دون جدوي، حيث أهملته القوي السياسية العالمية ولم تنظر في هذا الشأن، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية تعاونت معه جزئياً في نقطة خطر الأكراد فقط، وقامت بوضع قوات مشتركة في منقطة الأكراد حتي يتمكنوا من التفتيش عليهم والتأكد من عدم هجومهم علي تركيا، كما أنهم يحرصون علي عدم إمتلاكهم للأسلحة الثقيلة التي تسبب خطراً داهما علي الداخل التركي.
ويعتبر هذا الحل مرضياً إلي حد ما بالنسبة لجميع الأطراف، ولكن اردوغان يبدوا أنه قد شعر بتجاوب مبدئي من الرئيس الأميريكي ترامب في الفترة الماضية، حول انشاء المنطقة الآمنة تحت قوة السلاح التركي، وفجأة قام ترامب بسحب القوات الأمريكية من المنطقة بالإتفاق مع اردوغان، وترك المنطقة مفتوحة لغزو الجيش التركي.
وتسبب سحب ترامب للقوات الأمريكية في حيرة ودهشة الجميع، ولم يستطع أحد تفسير تلك الخطوة حتي الآن، وكشف البعض عن تصريحات حول خداع ترامب لأردوغان ووضغه في فخ عميق، خاصة أن امريكا واسرائيل كانوا يدعمون الأكراد بشدة، ويشجعونهم علي التواجد في الحدود التركية السورية، حتي يتمكنوا من القضاء علي التنظيمات المسلحة وعلي رأسهم داعش..
ويصعب علي تركيا طرد الأكراد من حدودها وتنفيذ خطة المنطقة الآمنة، كما أنه من الصعب إعادة مليون لاجيء سوري للعيش في تلك المنطقة، وتمكين الجيش الوطني السوري من السيطرة علي المنطقة بدلاً من الأكراد.
الخريطة الثالثة الأكراد في الشرق الأوسط
الخريطة الثالثة والأخيرة هى خريطة توزيع الشعب الكردي فى المنطقة، حيث يشكل مجموعهم 32 مليون شخص، متواجدين في مناطق متصلة، ويشكلون حوالي 20% من سكان العراق وتركيا، و10% من تعداد إيران وسوريا.
وتسبب تجاهل الإستعمار أثناء تقسيم الحدود، إلي تعرضهم للقمع والعنصرية من شعوب الأغلبية في جميع الدول، وأدي ذلك إلي تواجدهم علي هيئة أقلية مضطهدة، بالرغم من تواجدهم تاريخياً في تلك المناطق قبل نشأة الدول الحديثة بالمنطقة، كما أنه يجمعهم عرق واحد ولغة واحدة وثقافة واحدة.
ويشكل المذهب السني نسبة 75% من العرق الكردي، ونسبة 23% من الشيعة، ويوجد عدد محدود من المسيحيين بنسبة 2% فقط.
.