جولدا مائير .. لم تكن أمرأة عادية كباقي السيدات، أو حتى أنها كالساحرات الشريرة في أفلام الديزني، ولكنها كانت السيدة التي خططت لحرق الأخضر واليابس.
جولدا مائير ، هي رئيسة وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلية فى سنة 1973 عندما تفوق الجيش المصرى على المحتلين وهزمهم فى حرب أكتوبر المجيدة.
وتوالت الأسئلة عن “مائير” التي كانت عنصر رئيسي في حرب 1973، فقد تقلّدت جولدا منصب رئيس الوزراء الاسرائيلي وبعد وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول في فبراير 1969.
وقد تعرّضت حكومة التآلف التي ترأّستها للنّزاعات الداخلية وأثارت الجدل والتساؤلات في مقدرة حكومتها على القيادة خاصّة بعد الهجوم العربي المباغت وغير المُتوقّع في حرب أكتوبر، والذي أخذ الإسرائيليين على حين غرّة في 6 أكتوبر 1973.
تعرّضت جولدا مائير لضغوط داخلية نتيجة الأحداث التي سلفت فقامت على تقديم استقالتها وعقبها في رئاسة الوزراء إسحاق رابين. توفيت جولدا مائير في 8 ديسمبر 1978 ودفنت في مدينة القدس.
أطفالنا
ولمائير أقاويل مأثورة كثيرة تتردد حتى الآن في آذان المصريين والأسرائيليين كذلك، ومن ضمنها عندما قالت في مؤتمر صحفي قبل الحرب: “يمكننا أن نسامح العرب على قتلهم لأطفالنا، ولكن لا يمكننا أن نصفح عنهم لإجبارهم ايانا على قتل أطفالهم”.
وقالت أيضاً: “سنتوصل إلى سلام مع العرب فقط عندما يحبون أطفالهم أكثر مما يكرهوننا”.
وقالت جولدا مائير بعد حرق المسجد الأقصى (لم انم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل افواجا من كل مكان، ولكن عندما اشرقت شمس اليوم التالي علمت ان باستطاعتنا ان نفعل اي شيء نريده).
حياتي
وقالت مائير فى كتابها “حياتى ” عن الحرب “ليس أشق على نفسى من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973.. ولن أكتب عن الحرب من الناحية العسكرية فهذا أمر أتركه للآخرين.. ولكنى سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسى، وسيظل باقيًا معى على الدوام”.
وذكرت مائير: “لم يفكر أحد فى أن الحرب وشيكة الوقوع”، لكن فى يوم 5 أكتوبر، عقدت مائير اجتماعا، وخلال الاجتماع اقترح “إسرائيل جاليلى” تفويض مائير ووزير الدفاع سلطة استدعاء احتياطى، وإعلان التعبئة العامة، لو تطلب الأمر ذلك .
وتقول مائير فى كتابها “كان من واجبى أن استمع إلى “إنذار” قلبي، واستدعى الاحتياطي، وأأمر بالتعبئة”. ووصفت شعورها تجاه الخيبة قالت: ” لم يكن منطقيًا أن أأمر بالتعبئة مع وجود تقارير مخابراتنا العسكرية، وتقارير قادتنا العسكرية، التى لا تبررها! لكني- فى نفس الوقت- أعلم تمامًا أنه كان واجبًا على أن أفعل ذلك. وسوف أحيا بهذا الحلم المزعج بقية حياتي. ولن أعود مرة أخرى نفس الإنسان الذى كنته قبل حرب يوم كيبور”.
وبعدما تلقت جولدا مائير معلومات صباح يوم السبت 6 أكتوبر، بأن المصريين والسوريين سوف يشنون هجومًا مشتركًا فى وقت متأخر بعد ظهر نفس اليوم عقدت اجتماعا لكنه حسبما تقول “كان هذا اليوم الوحيد الذى خذلتنا فيه قدرتنا الأسطورية على التعبئة بسرعة.