قبل أكثر من ٥ سنوات، كان هناك شخصا كلما اجتمعت به، تبدّل الحال من حال إلى حال.. كان وجهي يمتلئ بالزهور المتفتحة، ترتسم على جسدي ظلال رموش، كأشعة الشمس التي ترتسم بأيدي طفل على صفحة كراسة رسم طويلة، تضحك فيضحك لها الأستاذ، وكل من تصفح الكراس.
تلك كانت عيناها.. على خدودها غاص قلبي في بحر من الرمال المتحركة الناصرة، كتلك التي اُلتقت بعدسة نقية من نافذة طائرة، فكانت مرآة صفراء لا يشوبها سوى حفرة تزينها – غمازة – سحر تعجز الكلمات عن وصفها، لا شعر الجاهلية، ولا أدب محفوظ، ولا قصائد القباني، ولا عزب حروف أحمد شوقي، يستطيع أن يصف ما أراه، وما أشعر به، عندما نلتقي سويا..
رغم أنها سرقتني، لا جزء مني، إلا أنني كنت أشعر أني ملكت الدنيا بما فيها، أتبدل تماما من حال إلى حال بحضرها، أصبح أكثر ثرثرة، أكثر صخبًا، شخصًا مفعمًا بالحياة، والنشاط، ولو أن أحدهم ألقى مزحة لا تحمل بين طياتها أي شيء يثير الضحك، ربما سنفرط ضحكًا، فقط لأن هي التي نطقت حروفها، وهذا ما يكفي لنضحك حتى على أسخف الكلمات، إستثنائي هي… الآن أعترف أني قد جننت.. ليس الآن، لكن منذ تلك اللحظة التي جمعت بيننا، ورغم أن المستحيل هو المصير لكن حقا جننت.