منذ أكثر من 6 سنوات وبادرت مصر بدعوى العالم بتوحيد الجهود والقوى في مواجهة الإرهاب، وتضييق الخناق على الإرهابيين وتجفيف منابع الإرهاب في جميع المنافذ والبلدان حتى على صفحات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت.
ولم تكن دعوة مصر موجهة لحكومات الدول ومؤسساتها فقط، لكن كانت موجهة أيضًا للحافل الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والإفريقي ودول الخليج العربي والشرق الأوسط كاملًا، لاتخاذ الإجراءات الصارمة للتصدي إلى التنظيمات الإرهابية والقوى الداعمة لها سواء كانت دول أو أجهزة أو منظمات أو جمعيات وجماعات.
لقد قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي صراحة: “إنني أتساءل بكل صراحة مع الأشقاء والأصدقاء، ألم يحن الوقت للاتفاق على مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب؟ بحيث تتضمن، كمكون أساسي، مواجهة أمنية صارمة مع التنظيمات والعناصر الإرهابية، ومواجهة فكرية مستنيرة مع منابعهم الأيديولوجية كعنصر لا يقل أهمية”، هذا الرئيس التي قادت بلاده حربًا نيابة عن العالم كله ضد الإرهاب، وكانت أشهرها معارك العملية الشاملة في سيناء لتجفيف منابع الشر هناك.
لازلنا في حاجة ماسة لتفعيل حقيقي وجاد لتلك الدعوات وتوجيه رد حاسم وجماعي وقوي وموحد ضد الإرهاب الأسود ومن يدعمه الذي بات مكشوف الستار ومعلوم لدى الجميع بعدما طالت أنيابه المشرق والمغرب شمالًا وجنوبًا، فإنني ما زلت في حيرة من هذا الأمر، ماذا ينتظر العالم بعدما ذاق من هذا الكأس؟، لماذا تقف مصر وحدها في وجه المدفع ولا أحد يبالي أو يتحرك حثيثًا للاتحاد ضد هذا العدو؟، لماذا نكتفي بعبارات الشجب والندب والتنديد والاستنكار الدولية؟.
أيها العالم الأصم الأبكم، إن مصر ستظل قوية بذاتها ولذاتها تتصرف كالكبار وتمد يدها ليتسع حضنها للجميع لمن يضع يده في يدها لإرساء قواعد السلام والأمن والاستقرار.. فاليوم كانت السعودية، وبالأمس كانت فرنسا ومن قبلها فيينا وبريطانيا وأمريكا.. وغيرها ليظل القوس متفوحًا، وعلى الرغم من ذلك يظل البعض يدافع باسم حقوق الإنسان ويندد باسم الإنسانية ويهاجم باسم حرية الرأي والتعبير دون فعل حقيقي يجابه هذا الإرهاب الأسود الذي يحيط بنا.
في النهاية.. إن تحقيق السلام والاستقرار الذي من شأنه تحقيق التنمية المستدامة يتطلب بذل جهود مضنية لمكافحة الجماعات المسلحة في مصر وفي جميع البلدان الإفريقية والآسيوية والأوروبية والأمريكية، الأجنبية والعربية، المسلمة والمسيحية واليهودية ومتعددة الأديان، في الأخضر وما وراء الصحراء لوقف فيروس الخسة والنذالة لحماية الإنسانية من كل ما يحاول المساس بها.. فاتحدوا.