هل نجحت إثيوبيا في الملء الثاني لخزان سد النهضة؟
مع إعلان أديس أبابا عزمها بدء الملء الثاني لسد النهضة، تلقت مصر دعمًا دوليًا كبيرًا بأحقيتها في الحفاظ على مياهها، والدفاع عن أمنها المائي الذي هو جزء لا يتجزأ من أمنها القومي.
وبعد الانتهاء من هذا الملء كانت المعلومات المتضاربة عبر وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية ومواقع التواصل الاجتماعي حول نجاحه وعلى العكس كانت بعض المصادر تؤكد فشل هذا الملء، دون أن يصل الرأي العام إلى حقيقة ضاربة تمحي أية تأويلات.
إيمان الشعراوي الباحثة المصرية في الشأن الإفريقي، كشفت حقيقة ما يتم تداوله من أنباء عالمية حول فشل أم نجاح أديس أبابا في الملء الثاني لخزان سد النهضة، أم إن ذلك مجرد شائعات وأكاذيب تروجها إثيوبيا لصالحها.
وقالت إيمان الشعراوي الباحثة في الشأن الإفريقي، إن معرفة الحقيقة تطلب معرفة 4 إجابات، عما حجم المياه التي قامت إثيوبيا بتخزينها أثناء الملء الثاني لخزان سد النهضة؟، وما ارتفاع المياه بعد التخزين؟، وهل استطاعت إثيوبيا توليد الكهرباء بعد تخزين المياه خلف سد النهضة؟، وهل الملء الثاني لسد النهضة يحميه من أي ضربة عسكرية؟.
ما حجم المياه التي قامت إثيوبيا بتخزينها أثناء الملء الثاني لخزان سد النهضة؟
أكدت الباحثة إيمان الشعراوي أن إثيوبيا في الملء الثاني لسد النهضة، أعلنت أنها ستقوم بإخبار مصر والسودان اعتزامها الملء الثاني خلال شهري يوليو وأغسطس الجاري بسعة 13 مليار متر مكعب، لكن مصر والسودان تفاجآ بعد مرور 15 يوم في شهر يوليو أن أديس أبابا تُعلن إتمامها عملية الملء الثاني للسد، بعد أسبوعين فقط وليس بعد شهري.
وأوضحت الشعراوي أن أديس أبابا بعد تساؤلات من الشعب الإثيوبي، أُجبر وزير الخارجية هناك أن يُصرح للشعب بأن بلاده أكملت تخزين 13 مليار متر مكعب من المياه، لكن الحقيقة بحسب كل التحليلات والخبراء تؤكد عكس ذلك، إذ أنه كيف يكون ذلك خلال أسبوعين مع العلم بأن الفيضان في شهر واحد فقط لا يمكن أن يخزن سوى 7 مليار متر مكعب فقط من المياه؟.
ما ارتفاع المياه بعد التخزين في مرحلة الملء الثانية لخزان سد النهضة؟
أضافت الباحثة في الشأن الإفريقي أن ارتفاع سد النهضة الحالي لا يسمح إلا بارتفاع 4 مليار متر مكعب في الملء الأول و3 مليار متر مكعب في الملء الثاني، مشيرة إلى أن إدارة أديس أبابا المسئولة عن السد قد أعلنت في وقت سابق أن ارتفاع السد سيبلغ 30 متر، ثم قالوا إنهم أتموا 12 ونص متر، لكن الحقيقة أنهم لم يكملوا سوى 8 متر فقط من السد.
ولفتت الشعراوي إلى أن أديس أبابا كانت تطلع إلى منسوب مياه 595 متر إلا أنها لم تصل إلى سوى 574 فقط، موضحة أنه كلما علا منسوب المياه استطاع السد تخزين منسوب أكبر من المياه، لكن إذا كان الجزء منخفض، فهذا يفرض عدم تخزين منسوب كبير من المياه.
وبيّنت أن المياه بحسب مقاطع الفيديو المتداولة عبر وسائل الإعلام مواقع التواصل الاجتماعي توضح كيف تخطت المياه السد لتصل إلى السودان ثم مصر، وهو ما يؤكد فشل إثيوبيا في الملء الثاني لخزان سد النهضة.
هل نجحت إثيوبيا في توليد الطاقة بعد الملء الثاني لخزان سد النهضة؟
تقول إيمان الشعراوي إن أديس أبابا لديها مشكلات كبيرة في البنية التحتية والتوربينات الأمر الذي يؤكد فشل إثيوبيا في الملء وكذلك في إدارة السد.
هل يمكن توجيه ضربة عسكرية لخزان سد النهضة؟
أكدت الباحثة في الشأن الإفريقي أن فشل إثيوبيا في ملء 18 مليار متر مكعب في سد النهضة بحسب ما كانت تعتزم، وعدم قدرتها على تخزين سوى 8 مليار متر مكعب فقط لم يحصن السد من أية ضربات قد توجه له، لذلك فهو سد غير آمن كما تدعي أديس أبابا.
لماذا تروج إثيوبيا لانتصاراتها المزيفة بالملء الثاني لسد النهضة؟
أكدت إيمان الشعراوي أن إدارة أديس أبابا بقيادة آبي أحمد روجت للشعب الإثيوبي أن هذا السد سينقله إلى المجد والحضارة والتقدم وحل مشكلات الفقر والكهرباء، وبالتالي يجب أن تدافع عنه بكل ما تملك حتى لو كان بالكذب والتدليس، لكن بعد الملء الثاني وما حدث من فشل لتخزين 13.5 مليار متر مكعب والاقتصار على تخزين 4 مليار متر مكعب تحاول إثيوبيا أن تدافع عن نفسها أمام شعبها وأمام الرأي العام الإثيوبي.
هل مصر والسودان تضررا من الملء الثاني لسد النهضة؟
قالت الباحثة في الشأن الإفريقي، إن أي كمية مياه يتخم تخزينها يتم انتقاصها بالتأكيد تؤثر على مصر والسودان، لكن بالنسبة لمصر فإن متوسط الأمطار وفق الخبراء أكبر وأعلى من العام الماضي، وهو ما يؤكد أن ما تم فقدانه تم تعويضه دون تأثر، أي لدى مصر حصن منيع لسنوات.
وأوضحت أنه بالنسبة لضرر السودان فكان بسبب عدما اتخاذها الإجراءات السليمة، بسبب زيف إثيوبيا ومفاجأتها بأن الملء تم في أسبوعين بدلًا من شهرين.
وأخيرًا.. شددت الشعراوي على أن إثيوبيا دولة “منهارة” بما تشهده من صراعات بين الجماعات العرقية، حتى أن الجماعة الواحدة منقسمة على نفسها هناك، بالإضافة إلى ما يحدث في تيجراي وبني شنقول والمشكلات الحاصلة بين أبناء الإقليم، وغيرها.