تحتفي الأوساط الأدبية والثقافية بمصر والعالم، اليوم الجمعة، بذكرى رحيل الأديب الكبير نجيب محفوظ ، الذي رحل عن عالمنا في 30 أغسطس من العام 2006.
ولد نجيب محفوظ بحي الجمالية بالقاهرة القديمة في 11 ديسمبر 1911، يعتبر أول عربي يفوز بجائزة نوبل للآداب عام 1988.
سُمي نجيب محفوظ باسمٍ مركب تقديراً من والده عبد العزيز إبراهيم للطبيب المعروف نجيب باشا محفوظ الذي أشرف على ولادته التي كانت متعسرة.
كتب العديد من الروايات منها الثلاثية والحرافيش والسراب وزقاق المدق وأولاد حارتنا وغيرها، وتدور أحداث جميع رواياته في مصر.
وتظهر في رواياته قيمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم، وعادة ما يناقش قضايا العدل والخير والجمال كالتي ظهرت في رواية أولاد حارتنا.
أولاد حارتنا
أثارت “أولاد حارتنا” الجدل سنوات عديدة حتى منعت من النشر لفترة قريبة إلا أنها أكبر قطعة فنية صنعها، فيقف القارئ لحظات طويلة متأملا ما يعرضه عليه نجيب محفوظ من رموز ووصف للعالم من خلال هذه الحارة.
طبيعة “محفوظ” الهادئه كان لها أثر كبير في عدم نشر الرواية في طبعة مصرية لسنوات عديدة، حيث كان قد ارتبط بوعد مع حسن صبري الخولي “الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر” بعدم نشر الرواية في مصر إلا بعد أخذ موافقة الأزهر.
فطُبعت الرواية في لبنان من اصدار دار الاداب عام 1962 ومنع دخولها إلى مصر رغم أن نسخا مهربة منها وجدت طريقها إلى الأسواق المصرية.
في أكتوبر 1995 طُعن “محفوظ” في عنقه على يد شابين قد قررا اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل.
لم يمت نجيب محفوظ كنتيجة للمحاولة، وفيما بعد أُعدم الشابان المشتركان في محاولة الاغتيال رغم تعليقه بأنه غير حاقدٍ على من حاول قتله، وأنه يتمنى لو أنه لم يُعدما.
وخلال إقامته الطويلة في المستشفى زاره محمد الغزالي الذي كان ممن طالبوا بمنع نشر أولاد حارتنا وعبد المنعم أبو الفتوح القيادي السابق في حركة الإخوان المسلمين وهي زيارة تسببت في هجوم شديد من جانب بعض المتشددين على أبو الفتوح .
عرف عن الأديب الكبير ميله الشديد لعدم السفر إلى الخارج لدرجة أنه لم يحضر لإستلام جائزة نوبل وأوفد إبنته لإستلامها.
وأضطره مرضه إلى السفر إلى لندن لإجراء عملية جراحية في القلب عام 1989.
ودخل “محفوظ” المستشفى في يوليو من 2006 لإصابته بجرح غائر في الرأس إثر سقوطه في الشارع.
وتُوفي نجيب محفوظ في 29 أغسطس من ذات العام عن عمر ناهز 95 عاما إثر قرحة نازفة بعد عشرين يوماً من دخوله مستشفى الشرطة في حي العجوزة في محافظة الجيزة لإصابته بمشكلات صحية في الرئة والكليتين.