استمد حزب الوفد منذ تأسيسه حمايته من جماهير الشعب فكان حزبا للأغلبية المصرية ومن الدستور الذي اضفي عليمكانته الشعبيه دعما وحماية.
وعلي مر التاريخ لم يحد الوفد عن مبادئه التي آمن بها المصريين بكل طبقاتهم و دفعوا ارواحهم ثمناً لبقاء هذهالمبادئ.
وعلي الرغم من علاقة الوفد بالملك التي كانت في معظم الأحيان متوتره إلا أن الدعم الشعبي المستمر للوفد كان درعه الحامي لذا تعاقبت حكومات الوفد في ظل هذا التوتر المستمر رغما عن الملك.
كما ظهرت علي امتداد مسيرة الوفد احزاب وجماعات وحركات سياسية كثيرة واختفت وبقي الوفد صامدا علي مرالتاريخ مستمدا قوته من وجوده في القرى والمدن وبين العمال والفلاحين والطلبه.
و رغم رؤية الرئيس عبدالناصر والضباط الاحرار أنالأحزاب سببًا لإحداث المشكلات، وحاربوا فكرة التعددية الحزبية، و أصدروا قرارهم بالقضاء علي فكرة الحياةالحزبية في مصر واعتقالهم قيادات الوفد علي رأسهمالنحاس باشا و فؤاد باشا سراج الدين إلا أن الوفد آثر استقرار الوطن علي حريته ووجوده فلم يتحرك في الشارع المصري ضد القرار رغم جور قرارت وقيادة الثورة عليالوفد وقياداته حين ذاك ورغم قدرة الوفد الشعبية علي تقليب الشارع المصري ضد القرارات السياسية الجائره إلا أن الوفد لم يفعل هذا من أجل مصر وظل رغم حله ككيان سياسي موجود داخل كل مصري .
لذا حين أعلنت الدولة المصرية إلغاء الاحزاب لم ينتهيالوفد فكان قد ترسخت في كل بيت مصري مبادئ الوفدالوطنية ومع أول إعلان لعودة الحياة السياسية في عهدالرئيس السادات كان هناك مليونان في عضوية الوفدالجديد عام ١٩٧٨.
فالوفد ليس حزبا سياسيا فقط ولكنه تاريخ مصر وحاضرها، ورغم كونه حزبا معارضا إلا إنه لم يخذل مصر يوما ولم يعلي شيئاً علي مصلحة الدولة المصرية ، فكانت مواقفه جميعها وطنية خالصه ، فعاش الوفد وسيظل ضميراً للأمة.