تواصل النيران القضاء على غابات الأمازون ، لتحرق مصدر 20% من الأوكسجين على سطح الكوكب، ويواصل مناخ الأرض اختلاله، ويذوب الجليد أسرع، وتغرق أراض وتزداد ملوحة تربة أراض أخرى.
قادة قمة الدول الصناعية السبع وافقوا بالأمس على تمويل فوري بقيمة 20 مليون دولار لمساعدة بلدان غابات الأمازون، لا سيما البرازيل، في مكافحة الحرائق المستعرة في هذه الغابات، حيث يشمل التمويل دعم مبادرات عالمية طويلة الأمد لحماية الغابات المطيرة.
وجاء الإعلان على لسان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي يستضيف القمة في مدينة بياريتس جنوب غربي فرنسا، والرئيس التشيلي، سيباستيان بينيرا.
وقال ماكرون إن غابات الأمازون تمثل “رئة الأرض”، مشيرا إلى أن قادة المجموعة درسوا احتمال تقديم دعم مماثل إلى دول أفريقية، تعاني من حرائق غابات مطيرة.
كوارث طبيعية تهدد الاقتصادات الكبرى
في الفترة ما بين 1998 و2017 فقد العالم نتيجة الكوارث الطبيعية ما قيمته 2.25 تريليون دولار، وبالطبع كان للاقتصادات الكبرى نصيب الأسد من هذه الأضرار، ليس فقط لأن الكوارث تضرب أراضيها، لكن لأن لديها ما تخسره، أما الدول النامية فمهما بلغت خسارتها فناتجها الصغير لا يكاد يضير العالم في شيء، غير أن الوضع مختلف هذه المرة.
بالأمس قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن أفريقيا تظل المتضرر الأكبر من آثار تغير المناخ رغم أنها مسؤولة عن نسبة ضئيلة من إجمالي الانبعاثات العالمية، وذلك أثناء مشاركته في جلسة مجموعة السبع الخاصة بقضايا “المناخ والتنوع البيولوجي والمحيطات”.
غرق الإسكندرية وذعر كفرالشيخ
وفي نوفمبر 2018 كشف مسؤولون وخبراء مياه أن مدينة الإسكندرية العاصمة الثانية لمصر أدرِجَت ضمن 5 مدن عالمية ستتعرض للغرق بسبب التغيرات المناخية، جانب سلبي آخر من التأثير، هو أن ارتفاع منسوب المياه في البحار يتسبب في تسرب المياه إلى الطبقات السفلى من الأرض، ثم ترتفع من خلال المسام إلى السطح، وهو ما ظهر جليا في محافظة كفر الشيخ، التي بدأت نسبة الملوحة في أرضها تزداد بسبب تسرب المياه، مما كان له تأثير وضرر بالغ على خصوبة الأراضي الزراعية بها.
ورغم سياسة الدولة الرافضة للتوسع في استخدام المياه في زراعات كثيفة الاستهلاك للمياه، فقد أعلن عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في أبريل الماضي، زيادة مساحة الأرز المزروعة بالمحافظة من 170 إلى 277.5 ألف فدان، لأن ري الأرز الكثيف بالمياه يقلل نسبة الملوحة المرتفعة بأراضي كفر الشيخ.
ووفقًا لرسالة ماجستير بعنوان “التركيب المحصولي بمحافظة كفر الشيخ” نُشرت في 2006، فالأرز يحتل المركز الأول بين المحاصيل المزروعة بالمحافظة، ويشغل المحصول مساحة تمثل 35.8% من جملة المساحة الصيفية والصيفية المتأخرة بالمحافظة، وذكرت الدراسة أن جزءا كبيرا من مساحة المحافظة يحتاج لزراعة المحاصيل التي تتحمل الملوحة مثل “الأرز والبنجر”.
ورغم انخفاض أسعار البنجر، وانخفاض تنافسية المنتج المحلي أمام المستورد، إلا أنه ما زال محصولا رئيسيا في كفر الشيخ، وهكذا تنتج مراكز الحامول والرياض وسيدي سالم ومطوبس والبرلس محاصيل غير اقتصادية، ولا تتماشى مع احتياجات الدولة، بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري واحتراق الغابات في الأمازون وغيرها من بقاع الأرض.