قامت الوزارة بالتنسيق مع وزارة الاوقاف وهيئة قناة السويس بنقل مجموعة من القطع الأثرية من مقتنيات الإمبراطورة أوجيني إلى متحف هيئة قناة السويس المزمع افتتاحه قريبا.
جاء ذلك في إطار سياسة وزارة السياحة والآثار للاستفادة من القطع الأثرية الموجوده بالمخازن وإعادة توظيفها.
وقال الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، إن مقتنيات الإمبراطورة أوجيني عبارة عن طقم انتريه يتكون من عدد من الكراسي و الكنب، كان أعده الخديوي اسماعيل ليستقبل فيه الإمبراطورة أوجيني أثناء حضورها حفل افتتاح قناة السويس ثم آل ملكية هذا الطقم لاحقا لأبناء الخديوي، مشيرا الي أن تلك القطع هي عهدة وزارة الأوقاف وكانت محفوظة في قبة أفندينا وقبة الأميرة شيوه كار.
الإمبراطورة أوجيني
ولدت أوجيني في إسبانيا في إقليم غرناطة، في 5 مايو 1826، وتوفيت في 11 يوليو 1920، وتلقت علومها في فرنسا، وكانت تجيد الإسبانية والإنجليزية والفرنسية، وإلى جانب ذكائها الحاد كانت بالغة الجمال، وقد أعجب بجمالها وذكائها الإمبراطور نابليون الثالث وتزوجها في شهر يناير عام 1853 وأقامت في قصر التويلري.
دور أوجيني السياسي
لم تكن مجرد امرأة بالغة الجمال، بل كانت صاحبة شخصية آسرة جذابة، وآثرت أن تدخل التاريخ وأن يكون لها أدوار سياسية، واستطاعت بالفعل أن تقرب المسافة السياسية بين إنجلترا وفرنسا بعد أن زارت إنجلترا مع زوجها وكانت موضع الحفاوة من الملكة فيكتوريا وزوجها الأمير ألبيرت. وكان من الطبيعي أن ترد ملكة إنجلترا وزوجها الزيارة إلي باريس. أحس الشعب الفرنسي بالدور السياسي التي تلعبه الإمبراطورة. وحظيت بشعبية كبيرة، حتي أطلقوا علي ابنها الذي وضعته (ابن فرنسا).
محاولة اغتيال الامبراطورة أوجيني
حسدها البعض لجمالها وذكائها واستغلال كل الفرص لتكسب مزيدا من النجاح، خاصة بعد أن ازداد نفوذها، وحبكت لها مؤامرة للتخلص منها. فقد حدث أن استقلت عربة مع الإمبراطور للذهاب إلي دار الأوبرا في أحد ليالي شهر يناير عام 1858، وإذا بثلاث قنابل حارقة تلقي علي العربة التي يستقلانها، وكان الهدف اغتيالها واغتيال الإمبراطور، ولكن القنابل انفجرت تحت عجلات المركبة، وقتل عدد من الحرس وإفراد من الحاشية.
وفي اليوم التالي وقف الإمبراطور في البرلمان وخطب خطبة قال فيها:
“أشكر الله الذي منح الإمبراطورة أوجيني ومنحني حمايته ورعايته، وإن كنت في حزن شديد لأن المؤامرة التي قصد بها اغيتال اثنين، انتهت بإزهاق أرواح أبرياء كثيرة. إن هذه الوسائل الوضيعة تدل علي ضعف وحقارة مدبريها، ولو راجعوا التاريخ لوجدوا أن الجريمة لا تفيد مرتكبيها، فلا من قتلوا القيصر، ولا من ذبحوا هنري الرابع أستفادوا شيئا.. إن الله يميت العادلين والصالحين، ولكنه لا ينصر الأشرار ولا الظالمين”.
زيارة الإمبراطورة أوجيني لمصر
جاءت مصر بدعوة من الخديوي إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس (16 نوفمبر 1869)، دون الإمبراطور الذي كان مشغولا بالظروف السياسية التي تمر بها فرنسا، وبالغ إسماعيل في الاحتفاء بها، وكانت هي في الثالثة والأربعين من عمرها، ولكنها بالغة الأنوثة والتألق والجمال، وجاءت إلي مصر قبل ثلاثة أسابيع من الاحتفال زارت خلالها الآثار المصرية في الأقصر، وقد عبرت نفسها عن البذخ والترف في احتفالات افتتاح قناة السويس بقولها: لم أر في حياتي أجمل ولا أروع من هذا الحفل الشرفي العظيم.