بذاكرة فولاذية على الرغم من سنه الذي قارب الـ 90 عامًا، كشف الأحداث التي جرت منذ نكسة 1967، إنه الرئيس السابق حسني مبارك .
وأستضافت قناة يوتيوب الرئيس السابق حسني مبارك على شاشتها ليروي أحداث لأول مرة تذكر منذ أن كان رئيسًا للبلاد.
أستعاد حسني مبارك ذكريات الحرب بمناسبة الذكرى الـ46 لحرب 1973، وتزامناً مع عيد القوات الجوية التي كان قائدها خلال تلك المعركة.
وحيا “مبارك” الرئيس الراحل محمد أنور السادات على شجاعته التي كان يتحلى بها لإتخاذه قرار الحرب، عقب نكسة العام 1967، بالرغم من إنخفاض معنويات الجيش والقوات.
أسرار لأول مرة
وفيما يخص نكسة 1967، أوضح “مبارك”، أنها لم تكن حربًا حقيقًا، لأن الجيش لم يكن مستعدًا لها، قائلًا: “دي مكنتش حرب، إحنا انضربنا بدون سابق إنذار وبدون خطة”.
وكشف عن كواليس ما قبل النكسة مباشرة، قائلًا: يوم 3 يونيه جالنا مندوب من القيادة العامة بنسأله إيه الموضوع، قالنا عاملين مظاهرة سياسية وبنودي قوات في سيناء.
وتابع: قوات بتخش كده، وقائد القوة هناك معندوش فكرة مين اللي داخل ومين اللي طالع، وبعدين قالوا مفيش أي حاجة إدوا إجازات، فالناس قالوا عايزين ننزل، قلت لهم استنوا شوية لأن إسرائيل أعلنت استدعاء الاحتياطي، يعني حاجة لازم نحطها في اعتبارنا.
وأستطرد: تلقيت خبر الهجوم الإسرائيلي على المطارات في الجو أثناء قيادتي إحدى الطائرات
وروى تفاصيل استقباله لخبر هجوم الطيران الإسرائيلي على مصر في النكسة، موضحًا أنه تلقى الخبر أثناء قيادته إحدى الطائرات في الجو عبر قوله: “كان بقالنا مدة مش بنطير، قلت أما نطلع نطير شوية، لأن الطيارين بقالهم مدة مطاروش، بقالنا 20 يوم محدش بيطير”.
وقال: طلعنا 3 طيارات يوم 5 يونيه، واخترقنا السحب وطلعنا فوق، وفوجئنا بالكونترول بيقول المطارات بتنضرب، وعطلوا الران واي بتاع المطار، قلت أعمل إيه بقى، اتصلت بالقيادة العامة قلت لهم أنزل فين؟.
وأكمل: قلت لهم مفيش قدامي غير الأقصر، قالوا هنديك خبر، اتصلت تاني قالوا هنديك خبر، قلت خلاص ونزلت في الأقصر، وبعد فترة مش طويلة، لقيت طائرات إسرائيلية جات ضربت المطار، وإحنا أصبنا بصدمة.
وأفاد: الجيش كان بينضرب ويجري.. مفيش خطة انسحاب أو أي حاجة، مشيرًا إلى حجم الخسائر التي تعرضت لها القوات المسلحة في ذلك التوقيت.
وتابع: الطيارات انضربت والسلاح بتاعنا راح، ركبت قطر من الأقصر ولقيت الحزن رهيب، واتضح إن المطارات كلها انضربت.
وأكمل: الجيش كان بيجري، ينضرب ويجري، مفيش خطة انسحاب ولا أي حاجة، والضرب كان شغال على ودنه، والمعدات اتدمرت، ضرب مفاجأة، وقلنا مفيش حل غير إننا ننتقم لأن الشعب فقد ثقته في الجيش خالص.
ولفت إلى تأثير النكسة على الشارع المصري، مستطردًا: لدرجة إن محدش كان يقدر يلبس رسمي ويمشي في الشارع، إحنا قعدنا وجاءت حرب الاستنزاف والتفكير في حرب أكتوبر، مضيفًا “قلت للسادات إحنا قادرين ندخل الحرب وبنتحمل المسؤولية”.