قال الدكتور رائد العزاوي أستاذ العلاقات الدولية، إن السياسات في المنطقة العربية ستتغير بشكل بكير بعد وصول إبراهيم رئيسي وتوليه رئاسة إيران، مشيرًا إلى أن رئيسي لا يمكنه إحداث أية متغيرات في السياسة الخارجية الإيرانية إلا إذ حدث ذلك من خلال الحرس الثوري الإيراني.
وأكد العزاوي في مداخلة له عبر قناة الحدث، أن رئيسي سيشكل أخطر رئيس في تاريخ طهران الحديث، إذ أنه يمثل أكثر تشددًا ممن سبقوه الذين كانوا أكثر هدوءًا، مشيرًا إلى أن ثورة الخميني شأنها جماعة الإسلام الريدكالي، فإنها تعتقد أن الهوية هي هوية الدين وليست الهوية الوطنية.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن الحكومة العراقية بقيادة الكاظمي لديها نقاط قوة ترتكز عليها في مواجهة طهران، وأقواها تلك القوة المتمثلة في الحاضن الشعبي الكبير الذي يساند حكومة الكاظمي ويرفض تمامًا التدخل الإيراني في المنطقة، والثانية هي نقطة الجانب الشيعي الراف لنفوذ طهران الذي يسعى إلى الهيمنة العراق.
وأوضح العزاوي أن بعض الأطراف الأمنية السياسية ترى في وجود إيران هو بقاء لنفوذهم، وزوال هذا التأثير الإيراني على العراق سيعني انتهاء وجودهم في المنطقة، لكن الكاظمي الذي يمتلك حاضن شعبي كبير سني وشيعي فهو يريد توازن كبير في بغداد، وهذه أول مرة منذ أكثر من قرن أو قرن ونصف أن يكون في العراق شخصية عراقية وطنية قادرة على إحداث هذا التوازن دون تشدد أو تطرف.
أيضًا تحدث أستاذ العلاقات الدولية على إحدى أهم نقاط القوة التي يرتكز عليها الكاظمي في مواجهة إيران، وهي الحاضن الشعبي، والدعم الكبير الذي يحظى به من الأردن ومصر والسعودية وعدد من الدول العربية المجاورة، قائلًا: «كل هؤلاء هم دعم أمني وحاضن عربي كبير ونقاط دعم وقوة ترتكز عليها حكومة الكاظمي ويرتكز عليها العراق، في رفض التدخلات والنفوذ الإيرانية والأمريكية في المنطقة».
وبيّن أن كل هذه العقوبات المفروضة على طهران، ألقت بظلالها على المنطقة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، قائلًا: «نحن متضررون من ذلك، ومن يعتقد أن الكاظمي يمتثل إلى أمريكا ضد إيران فهو خاطئ»، مشددًا على أن وصول إبراهيم رئيسي في إيران لن يعزز قبضة الميليشيات في العراق، بل ستسعي الميليشيات من خلال رئاسة إبراهيم رئيسي إلى زيادة نفوذها في المنطقة، وجزء من ذلك سيكون صراع «بيني» أي بين الميليشيات وبين بعضها، بسبب المشكلات المالية، ومن يعتقد أن رئيسي سيسطر على ذلك فهو مخطئ، فغير صحيح تمامًا، لأنها مسألة بيد خامنئي، فرئيسي عبارة عن دومية يتلاعب بها الحرس الثوري ومكتب خامنئي خلال هذه الأيام.
وأوضح أن العزاوي أن القارئ الجيد لإدارة بايدن يرى أنهم يعنيهم مصالحهم، ولن يهتموا بهذا النفوذ الإيراني، فلدينا نقطة مهمة الولايات المتحدة انتبهت لها بأن لديها قوة عربية كبيرة في المنطقة، لذلك فهي إدارة عمياء وصدماء.