على الرغم من وجود بعض المفارقات بين كلى المرشحين في بعض الولايات، هنا سقوط، وهناك ارتفاع بدون وجه حق، إلا أن هناك سؤال يطرح نفسه بشدة في حال سقوط ترامب من فوق مائدة حظ البيت الأبيض..
بالطبع سيكون هناك تغيير سيظهر بشكل جلي في إعادة تشكيل خارطة العالم الجديد بما يتناسب مع الإدارة الجديدة، ويعزز أطر التعاون مع أحزاب سياسية منفصلة عن الشارع لضلوعها في عمليات إرهابية عديدة.. يا عزيزي التشدق بما يسمى بالديمقراطية الأمريكية شاء من شاء وأبى من أبى سترتدي عباءة التنظير مهما حييت على أرض الواقع.
إن حالف الحظ المرشح الديمقراطي بايدن وظفر بسيادة البيت الأبيض، سيعكف على وضع سياسات من شأنها إضفاء عوار جديد يجهض ما تبقى من اللاديمقراطية، وذلك لتقديم نفسه عالميا، فرغم تعامل ترامب مع العرب بشكل مجحف طوال فترته الرئاسية، إلا أن هناك بعض الملفات كانت ترى بعين البصيرة وتبقى حبيسة الأدراج، بحكم هناك لوبي مصلحة، وضع في سياساته القليل من التغاضي، ينعش الخزينة بالمال الحرام، وتابعنا ذلك عن كثب مع دول بعينها المال مقابل الحماية، وهو ما يضع بايدن أمام تحدِ في وضع ايديولوجيات، تتقاطع مع سياسات تغنى بها طويلا خلال حملته الانتخابية لحشد اللوبي المتأسلم.. وهو ما يعطي انطباع واضح عن خطاه المقبلة..
مناهضة فكر بايدن حال وصوله سدة الحكم يحتاج لآلية جديدة تتطلب من العالم العربي بأن يسهر على تكوين أساسي، لما يسمى بالدولة الوطنية التي تُأسس خياراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتحدد كل خياراتها الداخلية والخارجية باستقلال تام عن أي ضغط أو تدخل خارجي، بغية وضع النقاط على الحروف قبل بدء اللعبة، أضف إلى ذلك عامل الثقة بين الدول التي تتأثر بعامل الأمن، وهو مما لا شك فيه يُقوّي أو يُضعف العلاقات بين الدول المتحالفة مع قوى الشر، إن لم نفعل ذلك فلا تسألني عن عودة الجباية كما كانت من قبل، وهو ما بدوره يعيدنا لسيرتنا الأولى، ويذهب كل زي رأس سلطة إلى حماية مصالحه بسياسته الحرة.. قد يكون هذا الخيار هو المنقذ من التشظي العربي بعد حلقات من الفشل والصدام.
تلوح أقاويل في الافق من بعض الجهات المعادية للدولة المصرية.. وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، والتي لم تتوانى لحظة عن الصيد في الماء العكر، باعتبار أن مجايئ بايدن سيعطها قبلة الحياة، كما كانت من قبل، وهذا ما يجعلنا نضع النقاط على الحروف عبر إبراز دور مصر المحوري في وضع آلية لاستقرار المنطقة منذ ٣٠ يونيه، فمصر قادرة على حماية مصالحها، رغم أنف أي إدارة، ولكن دعني أجيبك عن سبب دعم ترامب خلال الانتخابات، الكل يتماشى بمبدأ، “اللي تعرفه أحسن من اللي متعرفوش، ليس خوفا من إدارة ولا دون ذلك.. ستبقى مصر جاء من جاء ورحل من رحل..” والقوي ماحدش بياكل لقمته”..