دشّن نشطاء مواقع السوشيال ميديا على صفحات التواصل الاجتماعي هاشتاج الصين يقتل مسلمي الإيغور بعد انتشار أخبار تنسب عملية إبادة جماعية للمسلمين في الصين إلى النظام الحاكم.
وانتشر الغضب على صفحات التواصل الاجتماعي من جميع أنحاء العالم تحت شعار انقذوا مسلمي الصين، مدونين هاشتاج الصين يقتل مسلمي الإيغور ، مطالبين بسرعة تدخل القوى الدولية واتخاذ الإجراءات القانونية الدولية اللازمة.
لا أحد ينكر أن الصين إمبراطورية صناعية عظمى، وقوة عسكرية ضاربة، لكن عن الحريات فلا تشغل بالها بها كثيرًا، سواء كانت حريات المواطنين عامةً أو حقوق الأقليات خاصةً.
فكانت البدايةً من «ماو تسي تونغ» الذي أحكم سطيرة الحزب على البلاد بقتل آلاف السياسيين والمعارضين وصولًا إلى «شي جين بينغ» الذي نصب نفسه رئيسًا أبديًا للصين دون أن يبالي برأي الشعب ولا بنظرة العالم.
دستور الامبراطورية ينص على أن الهوية الصينية مقدمة على الهوية الدينية، ومن يرفض هذه الحقيقة فقد استحق غضب الدولة.
ولما كان المسلمون هم الأشد تمسكًا بتقديم هويتهم الدينية على ما سواها من هوّيات قومية، فقد انتشرت الأخبار حول حصاد هذا النصيب الأكبر من العذاب، خاصةً أن عددهم البالغ 130 مليونًا لا يمثل سوى 1.7% من تعداد الصين البالغ 1.3 مليار نسمة.
في «شينج يانج»، التي تبلغ ضعف مساحة مصر، يحتجز أكثر من 900 ألف مسلم صيني.هذا المعتقل هو أكبر معسكر احتجاز في العالم، تكلف بناؤه 100 مليون دولار ولم يزل بناؤه مستمرًا.
هذا العدد الضخم في تلك المساحة الشاسعة لم يتم ذكره على لسان أي جهة رسمية صينية، وحين اضطر بعض المسئولين إلى الحديث حولهم أجابوا بأن الهدف من احتجازهم هو «إعادة تعليمهم» لتجنب نزعتهم الانفصالية ولدمجهم في الصين.
لاعب فريق الأرسنال مسعد أوزيل اعتبر أن مسلمي الإيغور “محاربين ضد الاضطهاد”، وردت الصين بأن الأخبار المفبركة خدعته.
دافع أرسن فينجر مدرب فريق أرسنال الإنجليزي السابق عن حق اللاعب مسعود أوزيل بالتعبير عن آرائه بشأن أوضاع مسلمي الإيغور في الصين، لكنه قال إن على أوزيل، وهو مسلم ألماني من أصل تركي، أن يتقبّل تداعيات انتقاد الصين لموقفه.
وكان أوزيل لاعب خط الوسط في أرسنال قد وصف على تويتر وانستغرام الإيغور بـ “المحاربين الصامدين في وجه الاضطهاد”.
وقال المدرب الفرنسي، في تصريحات صحفية في الدوحة، إنه لا يعلم إن كان تأثير تصريحات أوزيل سيطول أمده، مضيفًا “لا أعتقد أن الأمور واضحة، ويمكن أن تتغير بسرعة، وبالرغم من أنني لا أعلم كثيراً عن المسألة، فإن أوزيل عبر عن رأيه، وحين تعبّر عن رأيك الشخصي، عليك تقبّل النتائج”.
وأشار إلى أن “لأوزيل حقّ التعبير عن رأيه، وهو مشهور بالتعبير عن آرائه، الأمر الذي قد لا يشارك فيه الجميع، لكن لديه الحق في فعل هذا”.
وكانت الصين قد قالت إن أوزيل “خدعته الأخبار المفبركة”، بينما دافع عنه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قائلاً “لا تستطيع الصين إخفاء انتهاكها لحقوق الإنسان”.
محللون سياسيون أكدوا أن الخلافات التي تدور في الصين هي خلافات سياسية بحتة بعيدة تمامًا عن أي معتقدات دينية، حيث يُحاول سكان منطقة تركستان الانفصال عن الدولة الصينية بينما يحاول النظام الحاكم السيطرة على هذا الأمر.