قال الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قضية التحرش ليست قضية شاب وفتاة فقط، إنما هي قضية وطن يتعرض لتهديدات ويتطلب الوقوف على قلب رجل واحد، وقضية بيت فقد تأثيره على أبنائه فصارت تعلمهم الشوارع والأندية والإعلام المتدني ومسوخ على هيئة فنانين وفنانات حتى وصل الحال إلى وجود راقصات تتحدث باسم الدين.
وأضاف “صادق”، لا أجد مبررًا لإثارة موضوع التحرش في هذا الوقت الذي تمر به البلاد بالعديد من الأزمات والتي تتطلب تناغما مجتمعيا ووحدة وطنية بين كافة أطياف المجتمع الواحد، قائلًا: “لعل التساؤل البديهي ما الجديد حتى يثار موضوع مثل هذا في توقيت تعاني فيه أمتنا ووطننا من أزمات على كافة الأصعدة؟ وهل تشتيت الذهن الجمعي والوطني لصالح من؟ ومن المستفيد بعيدًا عن مسألة المخطئ في قضايا التحرش هل الشاب أم الفتاة، وفي وقت سابق كانت لنا سلسلة مقالات عن العلاقات بين الشباب والفتيات نشرت بجريدة الجمهورية”.
وأشار مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن القضية أيضًا في عائلات لا تجد ما تقتات به وتبحث عن لقمة العيش لها ولذويها، وكذلك في عائلات تتاجر ببناتها وتضع لهم أرقاما للزواج وكأن العمر تم اختزاله في رقم وليس زواج وحياة جديدة.
وتابع: “القضية ليست في الشاب والفتاة بل القضية في قيم غابت عنا مثل الستر والحشمة والنخوة والأخلاق التي ضاعت في زمن لا تجد فيه من يأخذ بأيدي الاثنين بل تجد انصاف مثقفين يصرخون ليلا ونهارا دفاعا عن حريات زائفة قتلتها خطوات بائسة للهرولة وراء مفاهيم مثل التحضر والرقى والنموذج الغربي الذي سقطت كل اقنعته وبدا هزيلا واهيا اما فيروس لا يرى بالعين”.
ولفت إلى أنه في نهاية العام 2008 وبينما يقوم الكيان الاسرائيلي بشن الغارات الدامية على الشعب الفلسطيني الأعزل ويموت اطفالنا تحت القصف كان المجتمع العربي مشغول بمتابعة أحد برامج المسابقات بين فتيات العرب حول افضل راقصة، فبينما كانت الأمة بأسرها تعبر عن حزنها وعزمها وإصرارها, كانت الراقصات يقمن بعملهن على أكمل وجه, وكأن جسد الراقصة هو البداية والنهاية, بداية الانهيار ونهاية الكرامة.