أحيانًا لا يكون الصمت لغة العظماء، وأحيانًا لا يكون أبلغ الردود، حينها سيكون عجز أو لثبوت الاتهام، أحيانًا يتسبب في الخسارة والهزيمة، أحيانًا الكلام يكون أهم وذات مغزى، أحيانًا يكون دليل براءة يحل متهم من حبل المشنقة، أحيانًا يمنع الكوارث، ويوقف محاولات رؤوس الشر للخروج وبث السموم كالثعابين.
تُرى ما السر الذي جعل الصمت يُخيم على بعض المواقف والأحداث؟، ما اللغز لأن تغيب الحقيقة وتُعلن أمام الرأي العام الذي هو مصدر السلطة كما نعلم؟، وبالتالي حقه أن يعرف الحقيقة ويطلع عليها وإن شاء أن يُصدر حُكمًا.
ليست حادثة مستشفى الحسينية المركزي وواقعة مستشفى زفتى العام الأولى التي يصمت عنها المسؤولون، وتكون الشائعات والأقاويل والأحاديث الجانبية غير الرسمية هي البديل، وتلك هي البيئة الخاصة لرؤوس الشر التي يخشاها الجميع، وكان الأمر من السوء أن تخرج تصريحات غير مسؤولة لا تمت للواقع بالصلة، تصريحات وتبريرات لا يُصدقها العقل، ولا تُقنع طفلًا رأى ما رأى.
لا يُصدق أحد أو لا يستطيع أن يرى سوى المتاجرة بالأوجاع والآلام ليس فقط بالعقول ومن كل جانب، سواء كان من الطرف الصامت حتى الآن عن عرض الحقيقة المنطقية ولا نعلم ماذا يخشى؟، أو من الطرف المتصيد لأي موقف للمتاجرة به لدعم محاولاته لزعزعة الاستقرار بسموم الشائعات وأساليب وأسلحة حروب الجيل الرابع.
لا يمكن أن نرى سوى الاعتراف بالحقيقة والتوضيح، إذا كان هناك تقصير أو إهمال فيُحاسب كل من تسبب فيه بشدة وحزم وحسم دون تهاون ويكون ذلك على مرمى ومسمع الجميع ومحاسبة المسؤول والمتسبب في هذه الكارثة التي أودة بحياة المواطنين، ولا يكون أبدًا التعامل مع المشكلة أنها مجرد عابرة، المهم أن يُحاسب الطرف مهما كان، وتتضح الأمور للرأي العام بدلًا مما لا يُحمد عُقباه.
إن غياب الحقائق والامتناع عن عرضها على الرأي العام بشفافية ووضح نتائجه غير محمودة أبدًا، ستكون البيئة خصبة بالفعل للمتربصين، سيفقد الرأي العام ثقته في المصادر الرسمية الممتنعة عن الاعتراف أو التوضيح أيًا كان المسمى، سيتجه للجانب الآخر الذي ينتظر تلك اللحظات لكسب عطف هؤلاء، كل ذلك خطر على هذا الوطن يستوجب التصدي له، لذا دائمًا التوضيح الرسمي والإعلامي في أي أمر بشفافية كاملة لن يسمح لأية جهات التحكم في الرأي العام بوجهة نظر واحدة فقط هي المسموح بها أو المتاحة أمام الجمهور.. الصمت ليس عظمة في كل الأوقات.. استقيموا يرحمكم الله.