تتحدث وسائل إعلام أجنبية موجهة زورًا عن الخوف الذي يصيب العالم العربي والشرق الأوسط وبالتحديد مصر من فوز جو بايدن المرشح الديمقراطي بالرئاسة في الانتخابات الأمريكية، والتخوفات من عودة سياسة الديمقراطيين التي كان يتبناها أوباما وسيتبناها من بعده بايدن في التدخل في شئون الشرق واستخدام بعض الملفات بهتانًا كـ«حجة» مثلما تم استخدام ملف حقوق الإنسان وبالتالي سيكون هناك ترصد وتربص بمصر ومن ثم يكون استهدافها مجددًا عبر التنظيمات المتأسلمة الإرهابية والمنظمات والجماعات المتطرفة.
وتقول صحيفة الـ CNN ، إن هناك خوف ينتاب القادة الإقليميين الذين يتطلعون إلى واشنطن لمعرفة ما إذا كان هناك تغيير وشيك في القيادة العالمية، حيث من الممكن أن تكون نتائج الانتخابات الامريكية سببًا في تغيير الحسابات السياسية، وإن كنت لا أرى ذلك إطلاقًا، فمصر بالتحديد مثلًا بسياستها الحالية لا ترى أية مشكلات في التعامل مع أية قيادة في أي دولة عبر العالم حتى وإن كانت دولة عظمى.
مصر التي تمتلك السياسة الرشيدة الحكيمة والدبلوماسية القوية كواحدة من أعظم الدبلوماسية في العالم بكوادرها العظيمة لا تخشى أبدًا التعامل مع أي طرف، المهم ألا يتعدى ذلك الطرف الخط الأحمر ويتجاوز بتدخله في شئونها الداخلية.
وبالطبع.. لا مانع أبدًا أن يكون هناك تعاونًا مع أي دولة وأي قيادة التي هي الاختيار الأصيل والحق المكفول لكل شعب بذاته ولذاته ولا يمكن التدخل فيه أبدًا، مصر تبحث عن مصالح مشتركة وتعاون متبادل في إطار من السلام والتنمية، وعبر تاريخها لم تكن أبدًا دولة معتدية ولو حتى بالقول.. ولن تكون، لكنها دولة السلام والمحبة عنوانها، القوة شعارها في حالة رد الفعل والدفاع عن نفسها، وعن حدودها ومحيطها والإقليم الذي تنتمي إليه سواء عربيًا أو إفريقيا.
لذلك فمن أين يأتي الخوف يا من تتربصون حتى بشائعات تحاولون بثها لتشويه صورة واحدة من أعظم الدول التي مدها ومنحها الله هبات كثيرة لا تُعد ولا تحصى، جعلتها قبلة للعالم ومربطه، دولة خيراتها وخيرات أبنائها مازالت تُغرق الجميع من حولها، وتجعلها محط أنظار العالم.. يأتي ترامب أو يأتي بايدن لا نخشى ولا نخاف، فالحديث عن تحديد المصائر ووضعها في يد الولايات المتحدة الأمريكية أمر مثير للسخرية، لأن وجهة النظر هذه لا يعرفها سوى التابعون، ومصر دولة رائدة قائدة لا تعرف هذا المعنى.