بدون لف ودوران.. ما يدور داخل القصر ليس بالوطنية ولا الملائكية ولا النضال المُشرف الذي يعيشه الموهومون والمتوهمون والمدعون بالفضيلة والبطولة للدفاع عن جدران القصر.
في القصر جبهات جميعها كانت تميل لكافة المصلحة لكن بصور ومفاهيم مختلفة، متصنعو الفضيلة الثائرون الآن، هم من كانوا متوددين متقربين مطأطئي الرؤوس أمام السلطان وابنته لآخر لحظة، ما حدث باختصار أن داخل القصر كان الجميع يسعى نحو المقعد المُقرب في مجلسهم.
لكن.. عندما لم يجد أحدهم مقعد لجلوسه ارتدى ثوب الثائر الحق المُدافع عن تاريخ القصر حامي حما البلاد، واستقطب كل منهم جنوده من الصفوف ودفعهم نحو المعركة، ونسوا أن هذا أسلوب السلطان طيلة حكمه، على مدار أيام سلطانه وهو يسير على هذا النهج والجميع يصفق له ويشيد ويرقص على الحبال لينال رضاه هو وابنته المدللة، لا أحد منهم كان يجرؤ على التفوه بحرف واحد، الجميع كان “جبان” وأكثر.
الجميع كان ودود متودد.. أذكر أحدهم قبل ثورته بـ 3 أيام تقريبا وفي مكتب أحدهم، عندما تحدثت معه ليدلي بتفويض جديد للسلطان كنا قد اعتدنا عليه همس في أذني “نحن مقبلون على انتخابات ولا أريد أن أخسر الحاشية ولا يغضب مني السلطان، عساني أفوز”، فلما حظي بندالة من السلطان رغم ذلك، انقلب وهرول نحو غرفة الملابس وارتدى عباءة الشرف، هل تفاجأ الجميع مثلًا بأسلوب السلطان وابنته؟، لا اعتقد فكلهم كانوا يعلمون بل وشريكون في فسادهم ومفاسدهم.
آخر ممن يمولون حملة الآن ويستغل المنساقين والمنتفعين كان يتغزل في ابنة السلطان وفي حكمه، ورغم أنه حصل على ما حصل من وعود دفع ثمنها دنانير إلا أنه لم تبرد ناره واستغل الأحداث وراح ينثر دنانير أخرى لزيادة النيران شع%9ة، وآخرون من الخارج والمطرودين يريدون العودة إلى القصر بقصائدهم الكاذبة عن الماضي الذي وضع أساس وقواعد وسنن الأمور التي تسير الآن، فذاقوا هم أول من ذاقوا.
الحكاية باختصار.. أنه لا أحد نظيف جميعهم مزيفون باطلون جبناء فاسدون لا استثني أحد، لا تصدقوا أحد، الجميع في ساحة معركة القصر له مبتغاه الشيطاني ولا عزاء للفضيلة والشرف الزائف، لا معارضة ولا تأييد الجميع كاذب، الجميع مستغل، وينهش في بعضه من أجل الكعكة ولا خاسر سوى جدران القصر، لا خاسر سوى هؤلاء الأنقياء الذين سقطوا في لعبة وهم ضحية نقائهم.