الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى ولا يعرف قيمة هذه المقولة إلا من يعاني من مرض ولكن عندما تلقيت خبر مرض شقيقي الأكبر ودخوله إلى العناية المركزة بمستشفي المنيرة العامة في حالة خطرة علمت قيمة الصحة جيدا، وتيقنت أن الشقيق الأكبر هو الأب الثاني.
داخل مستشفي المنيرة في العناية المركزة كان يرقد شقيقي الأكبر على سرير الشفاء نمرة “9” ليتلقى العلاج على مدار ما يقرب من أسبوع، لمست خلاله مدي صعوبة العمل الطبي، الذي يضع القائمين عليه في ضغط شديد حتى لا يقعون في أي خطأ؛ لأن نسبة الخطأ لديهم يجب أن تكون صفر وإلا ستصبح حياة المريض في خطر.
وبحكم تواجدي مع شقيقي بشكل يومي على مدار الـ24 ساعة، اكتشفت أن المريض ليس وحده من يعاني ولكن الأطباء وملائكة الرحمة أيضا يعانون، فعندما تطأ قدمك الرعاية المركزة بمستشفي المنيرة تجد خلية نحل من الأطباء والتمريض يعملون على مدار 24 ساعة للحفاظ على أرواح المرضي، ويقع على عاتقهم مسئولية كبيرة جدا أمام الله قبل كل شيء وهو الحفاظ على حياة الإنسان؛ ما يؤكد أن مصر بخير وأطباء مصر بخير وتمريض مصر بخير .
يحرص الأطباء والتمريض في الرعاية على الجلوس مع المرضي لمتابعة حالتهم الصحية خاصة أن كل من يجلس في الرعاية صاحب حالة حرجة، ورغم الضغوط النفسية التي يتعرضون لها من قبل أقارب المريض والتي تصل في بعض الحالات إلى نهرهم دون أي ذنب يستمرون في عملهم، لأنهم يعلمون أن رسالتهم مقدسة وسامية لذلك لا يلتفتون ويستمروا في توفير الرعاية الطبية للمريض وإنقاذ حياته.
ليس وحدهم الأطباء وطاقم التمريض الذين يتعرضون للضغوط النفسية من قبل أهالي المرضي ولكن الأمن والإداريين أيضًا يمرون بنفس الأمر خاصة في قسم الاستقبال الذي يستقبل مئات الحالات، والجميع يعمل من اجل إنقاذ الروح بصرف النظر عن أي مضايقات قد تحدث من المرافقين الذين نلتمس لهم العذر لأن كل مريض يدخل إلى المستشفي هو غالي عند أسرته.
مستشفي المنيرة العامة يقدم الخدمة الطبية لعدد كبير جدًا من المواطنين في جميع التخصصات سواء عن طريق قسم الاستقبال الذي يعمل على مدار اليوم أو من خلال العيادات الخارجية للمستشفي.
وليس مستشفى المنيرة فحسب من يقدم تلك الخدمة المتمزية وإنما هي نموذج مصغر لكل مستشفيات الدولة الحكومية التي تقدم الخدمة الطبية للمواطنين وتحرص على إنقاذ أروحهم؛ ولذلك أقدم الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، على الاهتمام بالمستشفيات الحكومية حتى تتمكن من توفر الخدمات الطبية المختلفة بالمجان وعلى أعلى مستوي من أجل خدمة المواطن المصري والحفاظ على صحته.
وأوجه الشكر أيضا للدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، ولجميع العاملين في مستشفى المنيرة العام، وكل الفريق الطبي بجميع المستشفيات الحكومية والذي يسعى لبذل كل ما في وسعه من أجل إنقاذ أرواح المواطنين وتخفيف آلام المرضى.