بادئ ذي بدء صلاة وسلامًا على سيدنا ونبينا وحبيبنا المصطفى خاتم الأنبياء والمرسلين وأشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. جلست ” بنت بري” هذا العصر في ليلة من الليالي مقبوضة الصدر هائمة في حال دينها ودنياها، محدثة نفسها: “ويلي ثم ويلي ماذا فعلت بنفسي ويلي ثم ويلي قد أسرفت علي نفسي”.
سيدي ومولاي وحبيبي فاض القلب بما فيه ففاضت العين بالدمع يا رحيم هل من غفران وفرج قريب، جلست فتاتنا الفاتنة صاحبة القبس “البري” من ستنا فاطمة “بنت بري” تتأمل عليها فهي في منتصف العقد الرابع من عمرها كانت كمن نام فاستيقظ ووجد نفسه في مكان وحال لا يعرفه منذ أيام قلائل تمت عامها الخامس والثلاثون وقفت حائرة هائمة تنظر خلفها علي السنوات الماضية وتنظر لحالها الآن، في ذهنها أنها الان افضل فهي في رحاب الدراويش مجذوبه الحال تنتظر درويش لن تقبل بغيره، ولكن كيف ومتى صبحت تهيم عشقا بال بيت محمدا وهامت روحها.. الله الله الله مبتغاها ولسان حالها كيف أنجو بحالي إليك يا كل حالي.
جلست ليلًا والناس هيام.. وللسكون مطبق من حولها.. تحدث نفسها تتذكر ما مر بها من الآلام وتبكي ولكن مازال بداخلها الاطمئنان قائلة أنا أرحم من غيري فقد اختار الله لي ابتلاء الفراق ووجع القلوب ليقربني.. وتذكرت كيف جاءت لهذا الطريق.. وكيف نادي المنادي أن لكي أمرًا عند سيدنا الحسين.. ذهبت ملبية وقد كان طريق الدراويش..
نظرت مبتسمة بعد ما أفرغت مابداخلها في بعض قصاصات من الورق ولسان حالها للحديث بقية مع الدراويش.