بنت بري في رحاب الدراويش
أثناء جلوس هاشم في مقابلة فاطمة، ومسعد وعيدلة على يسارهم في غرفة الاستقبال في الساحة، وبعد انتهائهم من الأكل، وأثناء احتساء الشاي، وكل منهم بداخله أمر ما، يتبادلون أطراف الحديث بنوع من الشورد، هل عليهم الشيخ وبعض مريديه.
فاطمة بداخلها تقول: “إني أعرفه.. “، ولكنها صمتت، إلا أن علمت من هاشم أنها ترى أخاه في الساحة الأحمدية.
الشيخ حسني نحسبه عند الله ولي، له مواصفات جسمانية خاصة هو وأخاه، أظن أنهم قد يكونوا هم من سمعت عن مجيئهم آخر الزمان، قصير القامة ذا شعر لا طويل ولا قصير، هادئ النفس، صوه منخفض ذا هيبة وجلالة.
بنت بري في رحاب الدراويش
أفاقت فاطمة من شرودها، وجلس الشيخ محدّثًا إياهم حديثاً أراح النفس، كادت لا تتذكر منه شئ، كل ما هنالك سمعت هاشم طالبًا من الشيخ أن ينصح كل منا بكلمة، نظرت إليه ولسان حالها أن تسأله عن أمرين يجوبان بداخلها فكان رده قبل أن تسأل، خدي أمر واتركي الآخر، ولسان حاله لا خير في الآخر. وطلب من الحضور قراءة الفاتحة لها، والعجيب أن صدق في كلامه مع الوقت؛ حيث تيقنت أن أحد الأمرين شرًا بل شرًا كبيرًا أثر علي حياتها.
بنت بري في رحاب الدراويش
كان يجلس مجموعة من المداحين ينتظرون الأمر من الشيخ، وكانوا علي يمين فاطمة التي تجلس في مواجهة الشيخ وبجواره هاشم وتحت قدميه طبيب نحسبه علي خير، يقوم بنوع من العلاج الطبيعي للشي،خ وبعد أن وجه كلامه لفاطمة والآخرين حتي أن السيدة عديلة بكت لوجود خلافات مع أبنائها فدعي لها وعلمت فاطمة بانقضاء هذه الخلافات فيما بعد.
بدا المداحين بذكر الله والصلاة على الحبيب كان مجلس طيب جميل أول مرة ترى مثله ورأت الشيخ يطلب من هاشم أن يجلس بجوار المداحين متناغما معاهم. رأت هاشم كما لم تراه من قبل كانت تعرفه من قبل ذلك وكانت دائما عندما تري شيئا طبيا أو سيئا تروي له وماكانت تعرف السر وإلي الآن لا تعرفه.
رأت هاشم هائما في عالم الأرواح رأته مقبلا ليد الشيخ وهي لم تعده يفعل ذلك مع أحد من قبل، بعد انتهاء المديح دلف الجميع إلى الطابق العلوي للصلاة، لن تشعروا بهذه الراحة إلا إذا ذهبتم إلي هناك علمت أن هذا مكان خلوة الشيخ للذكر ومكان الحضرات للصلاة علي الحبيب كان هناك راحة لا تعلم مصدرها ورغبة في عدم مفارقة المكان وهدوء يعم حال رفقاءها، وبالأخص هاشم فرات في وجهه نورا وصلاح وعزة وانكسار لله، نظرة لم ترها في وجهه من قبل ولم ترها من بعد، شعرت بروحه التي لم ولن يعلم عنها أحد سواها، ثم رافقهم أحمد، مساعد الشيخ مع تبادل الأرقام والوعد بالزيارة، وخرج كل منهم بقلب غير التي أتي به وخاصة فاطمة التي كان هذا بداية طريق اكتمل بزيارة مولانا الحسين… يتبع.