بنت بري في رحاب الدراويش .. هاشم ترياق القلب.. الثلاثاء الموافق الرابع والعشرون من يناير 2017
(1) بنت بري في رحاب الدراويش
جلست فاطمة في تلك الليلة أمام الشيخ الشناوي القاطن بمحافظة البحيرة الخلوتي المشرب.. الكاتب الصحفي المهنة.. جلست تتأمله، فهو ليس شيخ بالمعني المعهود لديها، لفت نظرها بساطة هيئته وسبحته وخاتمه الفضة في يديه، وهو صغير بالسن -أربعيني- قريب منها، فهو أقرب في ذهنها أن يكون صديق لها لا شيخ.
(2) بنت بري في رحاب الدراويش
جلست فاطمة حزينة هشة آتية ملبية لنداء مولانا ولي النعم، وهي تدرك أن هناك مغزى لذلك لا تدركه، وقد يمضي العمر بها وهي تحاول أن تدرك ما يحدث، وستعلم في نهاية الأمر أن التعليم والأدب في الطريق والسعي لا في نهاية أمر، وستدرك أن مع نهاية كل أمر هي بداية جديدة لتهذيب روحها عن ذي قبل.
(3) بنت بري في رحاب الدراويش
جلست فاطمة بوجه شاحب حزين، وبدأ الشيخ المنشاوي فقص ما يحدث معها كأنه معها لحظة بلحظة، بداية من آلام ظهرها مرورًا بالعلامات الزرقاء بجسدها الذي يسميها البعض “قرصة إبليس” لعنة الله عليه وانتهاء بالكوابيس التي تراها صرخت أي وربي صدقت نهرها هاشم ترياق قلبها في ذلك الوقت أن تصمت وتسمع انتهي شيخنا الشناوي مطمئنا لها في كثير من أمور حياتها ثم صمت قليلا وابتسم قائلاً لها: “ستتزوجين درويشا”.
نهض هو وهاشم وصديقهم لإصلاح الخاتم وقد رأتهم وهي تهم بالسفر لمدينه أبا الفتيان ظنا منها أنهم يبتاعون أي شيء من المحل ولكن من أخبرها بالقصة ترياق قلبها هاشم.
(4) بنت بري في رحاب الدراويش
“هاشم” ذلك اللغز المحير للجميع إلا لها، ولكن خطأها أنها عشقت حتى الثمالة، سقاها من خمر عينيه وروحه حتى سكرت ومالت عشقا لا تراه بعين الإنس والجن، تراه ببصيرة الروح، هائمةً به، تري ذلك الدرويش بداخله وإن حاول هو إظهار عكس ذلك.
تصرفاته البشرية تجعلها تغضب منه لحد الكره، خاصة بعد ما حدث بينهما من أحداث خلال العامين التاليين.. ولكن يظل هناك ذلك الجزء الواصل بين روحيهما ذلك السر والوصل الذي لا تقوي علي وصله ولا ترغب في انقطاعه ذلك الوصل الذي بكل يقين هو سبب شقاء لها
ما زالت فاطمة في الرحاب ومازال هاشم لا يريد تركها ومازالت تسعي لله في حب آل بيت النبي..