ليلة البارحة.. فى رحاب سيدى أحمد البدوي، والقهوة الأحمدية كعادتها تعج بزبائنها الهائم كل منهم في ليلاه، وعصام القهوجي متنقلا بين طاولتها وزميله فايق بصوته الجهوري وهما سمة يعرفها رواد المكان، جلست كعادتها تنتظر وتتأمل أحوال البشر، هذان زوجان يجلسان غرباء، فقدا الشغف فيما بينهم، خيم الروتين والملل وعدم الرغبة في الاستمرار، وهذان عاشقان حديثا السن، لا يعبأن بأحد، تحتضن الفتاة فتاها بلاخجل، معلنة للجميع أن هذا لى فلا يقترب أحد، قد هيمت به عشقا فلا أرى سواه أحد، وفجأة إذا بها ترى حبيبها القدم جالسا هو وزوجته وطفلته وياريتها ما رأت رأته فى حاله يرثي لها رث الثياب أطلق لحيته للعنان أصبح أكثر نخافه مما كان يتوارى عن الأنظار لايريدها أن تراه مكسورا ،اعتصر قلبها وادارات وجهها حتى لا تبكى لا اشتياقا ولا شماتة فيه فقد أصبح غريبا لاتعرفه، لكنها تعلم مرارة الكسرة والخذلان ما بالك بكسرة الرجال كل ما هنالك رق قلبها لحاله وحمدت الله فقد تيقنت أن اختياره هو الأفضل والخير دائماً.
قامت مسرعة ملبية لنداء شيخ العرب لها متلهفة لبشرى قد تعلمها نعم ياسيدي أتيت بابك طامعه فى رجاء وأمنية تسكن اضلعي تكاد تكون مستحيلة ولكن رحمة الله شامله قاضيه فادعوا لى ياسيدى عسى درويشى في رحابك منتظرا ليأتي إلى هائما
نعتونى بابنه برى مرارا ولسان حالى أن كنتم تروني كذلك فهذا شأنكم.
وأرى نفسى بنت برى في حسنها هائمة في عشق أحمد البدوى هذا السر الكامن بين أضلعي فما شأنكم.
ثم خرجت وعادت لمن ينتظرونها وجاء صديقها الحالم المسافر عبر الزمان لا يعبأ به ضغطت على زر أوجاعها دون قصد روى قصة عاشقة، فرأت كأنه يروى عنها، نعم هى، أنا فعلت مثل هذا بالظبط وأكثر وكان نصيبى الخذلان والكسرة مالت عليه أنك تحكي قصتي قال النساء في الحب محاربا هذه عقيدة الإيمان.
واستمر يروى وترى نفسه، وكادت أن تنفجر واذا بها تأخذ هاتفها مبتعدة تتهاتف صديقتها تبكى لقد اضعت عمرى في عبث حتى الأصدقاء والأخوة ليسوا بالكثرة بل بالمواقف والإسناد.
وقفت بعيدة تهاتفها أخرجت كل ما بداخلها من ألم كيف رأت أن فى أيام قليلة قد تجد الرفيق والصديق الحق وكيف أن ما فات كان عبث.
اخفت عنها وعنى وعنكم الكثير حتى لا أرويه مشاعر متناقضة مبعثرة هشة هائمة حالمة عاشقة، ومازالت.. أغلقت هاتفها، استعادت ضحكتها، أخفت ألمها، عادت إليهم وكان شئ لم يكن.. هكذا هي دائما.