منذ أكثر من 170 ساعة شهدت فيها شوارع أمريكا أسوأ أيام منذ نشأتها، أسبوع أسود لم تشهد فيه الأحياء والطرقات إلا أضواء النيران وألوان التخريب والدمار بسبب العنصرية الأمريكية التي نالت من حياة جورج فلويد صاحب البشرة السوداء.
وتظهر بيانات نشرتها صحيفة “واشنطن بوست”، أنّ 1014 شخصاً أسودا، قتلوا على يد الشرطة في عام 2019. وتبيّن عدّة دراسات أن الأمريكيين السود، أكثر عرضة لأن يقعوا ضحايا للشرطة مقارنة بالأعراق الأخرى.
قصة قتل المواطن جورج فلويد
على نهج عنصري مارس شرطي أمريكي في مدينة مينيابوليس الأمريكية من أصحاب البشرة البيضاء العنف ضد الأسود جورج فلويد البالغ من العمر 46 عامًا، يعمل حارساً في أحد مطاعم المدينة، وقام بضربه وسحله وخنقه بركبته على الأرض حتى نال من حياته، الأمر الذي صعد حدة الغضب في شوارع أمريكا لتنشب المظاهرات والاحتجاجات في أكثر من 15 ولاية من الولايات المتحدة، وتصل إلى البيت الأبيض وعدد من المؤسسات الحكومية والمراكز التجارية هناك.
وكشفت تقارير لدائرة الشرطة في مدينة مينيابوليس الأمريكية، أن الطريقة التي توفي بسببها فلويد، وهي الضغط على رقبته بركبة الشرطي، هو تكتيك تم تطبيقه 237 مرة على الأقل خلال السنوات الخمس الأخيرة، وأسفر عن فقدان وعي 44 شخصا.
وفي 25 مايو، تم توثيق الواقعة التي ضغط فيها ضابط شرطة مينيابوليس ديريك تشوفين، على عنق جورج فلويد وهو مستلق على وجهه على الأرض ومقيد اليدين، لمدة 8 دقائق، من بينها نحو 3 دقائق بعد توقف فلويد عن التنفس.
قوات الحرس الوطني حاولت منع اقتحام البيت الأبيض الذي أطفأ أنواره اليوم الثلاثاء لأول مرة في التاريخ منذ نشأته، واستطاعت اعتقال أكثر من 1600 متظاهرًا جنحوا لأعمال العنف للتعبير عن غضبهم ضد عمليات القتل العنصرية.
شوارع كندا وهولندا تتضامن ضد مقتل جورج فلويد الأمريكي
وامتدت التظاهرات إلى العديد من البلدان منها كندا وهولندا وبروكسل في بلجيكا للمطالبة بحق أصحاب البشرة السوداء والأفريقين الأصل، والاحتجاج ضد عنف الشرطة الأمريكية.
وفى كندا، ألقت شرطة مدينة مونتريال الكندية القبض على 11 شخصا، بعد اندلاع مظاهرة واحتجاج مساء الأحد في أعقاب وفاة الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، بولاية مينيابوليس الأمريكية، فيما قال المتحدث باسم الشرطة، رفائيل بيرجيرون ، إن المحققين ينظرون في 70 حالة من حالات أعمال الشغب.
وفى فيلادلفيا، قام المتظاهرون بقذف الشرطة بالحجارة وقنابل المولوتوف، واقتحم اللصوص المتاجر والشركات فى أكثر من 20 مدينة .
ترامب في مأزق بسبب جورج فلويد
حاول دونالد ترامب الخروج من الأزمة بإعلانه فتح التحقيق مع 3 من جهاز الشرطة في المدينة التي قُتل فيها صاحب البشرة السوداء في محاولة للتخفيف من حدة التظاهرات وموجة الغضب التي ضربت بلاده، لكن المتظاهرين لم يستجيبوا له، وتمادوا في أعمالهم المشاغبة مما اضطره للجوء إلى المواجهة بالعنف بعناصر الحرس الوطني وقوات الشرطة والأمن لكن الأمر زاد حدة وعنف واقتحم المتظاهرون البيت الأبيض واستطاع ترامب الهرب إلى مخبأ وفرضت الحراسة على البيت بعد إعادة السيطرة عليه.
وحاولت الشرطة أيضًا الاعتذار إلى المحتجين بإنحنائها أمامهم من أمام مكتبهم إلا أنهم رفضوا هذه المبادرة واستأنفوا أعمالهم، واشتعلت النيران وأعمال الشغب والعنف في الشوارع والطرقات والسرقة والقتل وانتشر الدمار والخراب في الولايات بأكملها.