نحتمل الكثير من أجل من نحب، ونغمض أعيننا عن الكثير من تصرفاتهم التي يبدو منها العكس تمامًا، من يفعل هذا الشيء فهو لا يحبك أبدًا.
أنا لا أدري من أقحم في الأذهان فكرة أن النقد وترديد العبارات إياها على غرار أنت فاشل، أو حياتك تسير بشكل خاطيء، وغيرها من العبارات.
من يفعل هذا الشيء فهو لا يحبك
لا أدري حقًا متى تم وضعها سببًا للتغيير نحو الأفضل؟ ومنذ متى وأسلوب الانتقاد وإظهار العيوب يعد من أسباب الإنتاج والتغيير للأفضل؟ لقد هالني كم الانتقاد والعبارات اللاذعة التي نكيلها لمن هم المفترض أننا نحبهم.
والغريب أن المرء يسمع عبارات الإطراء والمدح من الغرباء، ولا سمع من أهله إلى الكلام القاسي، وليس مجرد كلام، إنه كلام من شدة حدته وقسوته قد يظل أعوامًا يعيش داخل الشخص، أو ربما للأبد.
الجملة المشهورة ( ربما لا ينام أحدهم بسبب كلمة سمعها) هي جملة صحيحة تمامًا، والأعجب أن من يتلفظ بهذه العبارات ينام قرير العين غير عابيء بما أحدثه من تشوه في نفس شخص ما قد يتسبب معه في نتائج وخيمة مستقبلاً.
قبل ما يطفش منك الانتقاد الكثير لشريك الحياة يدمر العلاقة
الحب ليس مبررًا للألم
وإذا سألت هؤلاء لم تفعلون ذلك .. تكون الإجابة لأننا نحبك!
إنه سبب غريب جدًا، والحقيقة أن المحب لا يستخدم هذه الطريقة أبدًا للنصح، إنه ينتقي عباراته ويجهزها ويكون حريصًا على ألا يتسبب لك في أي جرح أو فهم خاطيء لعباراته.
وطريقة النصح الحقيقية معروفة لكل شخص، فأنت تبدأ بالإطراء عليه أولاً ثم تجعل نصائحك في مجمل الكلام مثل أنت جيد لكن لو فعلت كذا سيكون أفضل..
أو رائع ما فعلت لكن تخلص من العيب كذا ، هكذا يكون النقد وتوجيه النصح لمن يحب ويحرص على عدم خسارة من يحبه.
هكذا يكون النصح ممن يحبك بحق ويحرص على عدم خسارتك، لا من يوجه إليك العبارات اللاذعة طيلة الوقت بحجة أنه يريدك أن تتغير للأفضل!
هذا كذب، إنه يكذب عليك وعلى نفسه، ونيته ليست الإصلاح مطلقًا، وطريقته تلك لا يوجد بها ذرة حب أو تقدير.
ولأننا نحبهم للأسف فإننا نبتلع عباراتهم القاسية في صمت مع ما تسببت من تشوه نفسي وألم، لا شك أنه سيتسبب في انهيار تلك العلاقة السامة في أسرع وقت لا محالة.