ربما جذب المسلسل الأجنبي 13 reasons why في الجزء الأول أكبر قدر من الأنظار بل أثار فضول الكثير لمتابعته مقارنتا بالجزء الثاني والثالث منه,لأنه يحكي عن قصة فتاة انتحرت في المرحلة الثانوية تدعى”هانا” و قبل أن تنتحر تركت 13 غشر شريطا مسجلا بصوتها تحكي فيه 13 سببا دفعها للإنتحار.
ودارت أحداث مسلسل reasons why 13 وسط حالة قلق كبيرة من أصدقائها وزملائها أن يكون أي منهم أحد هذه الأسباب التي أدت لإنتحارها,وبرغم من نجاح الجزء الأول من المسلسل لأن أبرز سبب لإنتحار هانا أو السبب الذي كان يدور حوله بقية أسباب الإنتحار هو التنمر,وأن أيضا فكرة ال13 سبب للإنتحار كانت ملفتة بحد ذاتها للجمهور وصادمة فجعللت المسلسل جدير بالمتابعة,إلا أن نجاح الأجزاء الأخرى استمر أيضا لتعرضهم لقضايا جديدة اختلفت عن الجزء الأول من تلك القضايا التي يتعرض لها المراهقين في المرحلة الثانوية
لم يترك المسلسل أي قضية أو مشكلة يمكن أن تحدث للمراهقين في الواقع إلا وعرضها سواء بشكل أساسي أو ثانوي,التنمر,خذلان الأصدقاء وفقدهم,العنصرية,الطبقية,الشخصية التي تعاني مرض ثنائي القطب,الشخصية التي يظهر عليها صفات مرض الوسواس القهري,التحرش,الإغتصاب,معاناة الفتاة بعده وكرهها لجسدها,الإنتقام,القتل….
حين نرى مثل هذا المسلسل نحن كشرقيين يمكن أن نشعر أن في كثير من أحداثة مبالغة كبيرة ولا يمكن أن تحدث في مجتمع شرقي,لكننا يجب أن نعرف أيضا أن الكثير والكثير منها يحدث في مجتمعنا بصور وأشكال مختلفة,حتى وإن اختلفت الطريقة والأحداث أو حتى التعاطي معها,يجب أن نعلم أن أغلب ضحايا هذه الأخداث يبقون مشكلاتهم مختبئة خلف ستار الخوف والضعف والخجل والعار.
المراهقين والأطفال وحتى الكبار من أبناءنا لا يتحدثون عما بداخلهم من أفكار وصراعات من تلقاء أنفسهم,فيحتم علينا ذلك أن نجد طرق مختلفة تجعلهم يثقون بنا ويتكلمون معنا,يتكلمون معنا بدون حدود وبدون خطوط حمراء,نؤكد لهم أننا لن نطلق عليهم الأحكام ونصدق ولا نطلقها فعلا,أن لا نملأ رؤوسهم بالحكم والمواعظ والنصائح المحفوظة دائما بعد كل بوح منهم,يجب أن نجد لهم وقت من حياتنا,خصيصا لهم فقط
حين تذهب فتاتنا الى المدرسة أو فتانا في أي مرحلة من المراحل علينا ونحن نهتم بتسريحة شعر الفتاة المنمقة,والزي المدرسي لفتانا,أن نتأكد بإن كانوا مرتاحين نفسيا ومعنويا أم لا,هل خائفون من شيئ في المدرسة؟هل يعانون؟هل عليهم ملامح الإمتعاض,مشاعر القلق والتوتر؟علينا أن ننظر في أجسادهم,طريقة مشيهم,حديثهم,وأن ندقق النظر بكل لطف في وجوههم وأعينهم,علينا أن نراقب صغارنا دائما بدون أن يشعروا,وأن نحنوا عليهم حتى يشعروا بالأمان والثقة
المحبة والعاطفة يمكن أن تطفئ نارا تغلي من بركان,ويمكن أن تمنع يد شخص من أن تضغط على الزناد!
الإهتمام يمكن أن يشرق شعاع نور جديد في قلب تعود على الظلام,والكلام والحديث مع شخص يهمه أمرك وأن تسمعه فقط ,تسمعه بدون أن تمل,يمكن أن يجعلك تفهم الكثير من الأشياء عنه وتخلصه من تلك الصراعات والأفكار والوساوس الحمقاء في عقله,يمكن أن تجعل قلبه يطمئن
تستطيع أن تلمسه لمسات حانية وتحتضنه وتضمه إليك حتى تشفيه,حتى تجعله يطمئن, فيثق بك, فيبوح لك, فتنقذه! تستطيع إنقاذ أبناؤك بالمحبة.