إن كنا أشخاصا مختلفين عما كنا منذ عام أو أكثر، ستظل المواقف المؤذية ترافقنا حتى تتوقف قلوبنا عن النبض، وسنبيت على ما نحن عليه، لا نحزن على تصرفات الآخرين تجاهنا، ونعطي لهم المزيد من الفرص، كل واحدة منها تأتينا بوجع أكبر، فقط نشعر بالأسى على ردود أفعالنا، كيف صمتنا؟ كيف لنا ألا نكون مثلهم؟ حتى لا نعلم هل نمر بما نمر به من فرط طيبة قلوبنا أم أن هذا يولد المزيد من الكره والشر الذي تخفيه أنفسنا بكل لؤم وخبث؟!.
نتعمد إيذاء أنفسنا ونقترب ممن يؤذينا.. حتى أننا نتشبث به كالطفل الذي يبكي حتى يحصل على اللعبة التي يحبها، وتكمن الأنانية فينا في تلافي أخطائهم وإعطاء الكثير من المبررات، كل موقف والآخر يتبعه مبررات وأسباب نصنعها من وحي خيالنا حتى لا نصدق أن تلك الأشخاص تقصد ماتفعله، كلنا ناضجون للحد الذي يجعل كل فرد فينا يعلم جيدا مايفعله، من يحب ومن يكره؟، فلا داعي لجعل أحدهم يتعاطف معك، لو كان يحبك ما كنت تشعر بالألم لهذا الحد، ماكنت تلوم نفسك كل دقيقة على سوء اختيارك، على اللحظة التي اعتقدت فيها أن اختياراتك كانت الأفضل، ولكنك لا تقدر على الاعتراف بكل ذلك.
تُرهق قلبك كل ليلة ولا تجازف بشيء آخر غير نفسك، حتى أنك لا تملك رفاهية الانهيار، تتذكر كم كنت تعطيهم أكثر من حقهم، كم كنت تميزهم وتتساير معهم ليلا، تجذبهم إلى أعماق روحك، ثم تعود مرة أخرى وحيدا، وتعلم أنك مثل غيرك * كنت ك أي أحد* لا تميز بشيء، وجودك يشابه العدم، وتبدأ يومك مرة أخرى بإعادة نفس الأخطاء باختلاف الأشخاص، وتؤذي نفسك بنفسك، أنت من يستحق ذلك، لا لوم على أحد، حتى لو اجتمع العالم على خنق روحك وقتلك بالبطيء، فأنت السبب الأول والأخير، وأنت السيء الوحيد في روايتك..