في فلسطين ثم في لبنان، خلق كيانات تظهر شراسة عدائها للكيان الصهيوني، فتبدوا وأنهم المدافعون عن حقوق الوطن وتقوية تلك الكيانات ومساعدتها حتي يتم طمس الكيانات الوطنية التي لها باع كبير في الدفاع عن الوطن.
تنال تلك الكيانات تأييد الشعوب وعطفها والتباهي بما حققته، تكثر النداءات بدمج تلك الكيانات في العملية السياسية، فتصبح بالديمقراطية ذات تأثير وأغلبية، ويستمر أضعاف الكيانات الأخرى، فتبدوا مهلهلة لا تقوى على تحريك بعوضة.
هنا.. عملية خلق تيار يميني متطرف يستخدم العبارات الدينية كأفيون لأتباعه وللشعوب، وهنا وفي تلك اللحظة يتحول الخطاب من مقاومة المغتصب الصهيوني، إلى تطهير الوطن من الكيانات الضعيفة، والتي استطاعت الآلة الإعلامية تصويرهم بالخونة أعداء الوطن، وبدل من أن تتوحد الجهود لمقاومة المغتصب الصهيوني، تتشتت الجهود لتدمير الوطن، وهكذا فعلت إسرائيل بالدول العربية، فتلاشت مع الوقت فلسطين وصارت مجرد صرخات إعلامية.
حين تعلن اسرائيل عن ممارسات لضم أو إنشاء مدن إسرائيلية جديدة، وهكذا احترقت بالأمس لبنان ويا أسفاااه على لبنان، ويا حزني، إن ضياع فلسطين كان علي أيدي حماس والجهاد وغيرهما من الكيانات أصحاب الحناجر العالية، ولبنان احترقت منذ أن صار لما يسمى حزب الله تأثير ووجود.
أما مصر فقد كانت في الطريق، لولا خروج الشعب في 30 يونية 2013 ليدمر أحلام التكوين لجماعات العنف، والإسلام برئ من تلك الجماعات.
إن السبيل لإخماد الحرائق التي نشبت في دولنا العربية هو عودة الروح الوطنية للجسد، وأن تلفظ الشعوب تلك الكيانات والجماعات، لتعود الهوية الوطنية وتعود بلادنا العربية دول، لا كيانات ولا جماعات.