بنت بري في رحاب الدراويش
كان هذا اليوم فارقا في حياة فاطمة بشكل كبير، أعتقد أنها بدأت تتطأ قدمها علي علي الطريق الصحيح، وتعلق قلبها بهاشم بصورة أكبر وأشمل صورة لا تدرك معناها، خاصة أنها بعد زيارة ولي النعم، وهذا يؤكد لها أن هناك سر بينهم لا تتدرك مغزاه “سر في عالم الروح”.
بنت بري في رحاب الدراويش
جاء أحدهم لمولانا جلال الدين الرومي قائلاً: إنه رأي شمس الترمزي يحتسي الخمر فكان رد مولانا، (والله لو رأيت ثوبه ملطخا بالخمر ورائحته تفوح منه لقلت بأنها سكبت عليه ولو رأيته واقفا علي الجبل ينادي أنا ربكم الأعلي لقلت انه يقرأ الايه__إذهب فإني لا أري شمسا بعيني وإنما أعرفه بقلبي).
كان هذا حال فاطمة مع هاشم وإن كانت تري من حديثه غير ذلك ولكنها تنظر إليه بحدث قلبها وروحها، كانت تصدق روحها وقلبها عادت فاطمة بقلب غير الذي ذهبت بيه وقامت بطهارة هذا القلب بعد الاعتمار لبيت الله بعدها بعام وشهرين أو ثلاث.
بنت بري في رحاب الدراويش
بعد هذا اليوم بدأت فاطمة بالتقرب وزيارة آل البيت، وزاد تقربها وتعلقها بهاشم وزاد تعلق هاشم بها وان أنكر ذلك ولكن جميع من يعرفهم شهد بذلك.
علمونا اهلنا زمان عشان تعرف معزتك عند شخص بص لأفعاله معاك ولو خالف القول الفعل يبقي تصدق الفعل لأنه ممكن يقول عكس الحقيقة لأسباب كتير، حتي سنة سيدنا النبي صلوات الله عليه فعل وقول وتقرير أي أنه صلوات ربي عليه إما قال الأمر أو فعله فأصبح سنة أو أمر فعله الصحابة وأقره النبي صل الله عليه وسلم فأصبح سنة، أي أننا هنا أمام فعلين مقارنة بقول واحد، أفعال هاشم كلها وإلى وقتنا هذا، رغم ذهاب كل منهم في طريقة في الحياة ولم يعودوا علي تواصل كما سبق، إلا أن تصرفاته منذ عرف فاطمة تنم عن مكانتها في قلبه وعقله وإن كان ينكر ذلك حتي بينه وبين نفسه لا يرد أن يعترف أنه يُغار عليها ان لحوارها رؤيته لها تجعله مطمئنا سعيدا.
يدرك في قرارة نفسه خوفه عليها رغبتها أن تكون الأفضل، يعلم أنه ظلمها وحجته لقد كنت واضحاً.
بنت بري في رحاب الدراويش
هاشم إلى الآن يتابع شئونها وأمور حياتها حتي ولو عن بعد يضحك لفرحها ويحزن لغيابها واختفائها، واكثر مايؤلمه انه لن يجد في حياته من تهيم بيه عشقا مثلها وان تحفظه وتتحمله مثلها وان عرف قبلها وعرف بعدها الاولوف حتي وان تزوج هو يدرك انها لم ولن تكن مثلها ولن تكون المره الأولى التي كان يتركها بسبب اخريات ويعلم انهم لا يقارنون بها ولكنه يدرك انها هنا قائمة في انتظار عودته؛ لأنه سلب الروح والعقل معا ولأنها تعلم أن طريقا سيسلكه لن يكتمل.. ولكن فاطمة بشر نفس ضعيف وتصرفات هاشم الإنسانية تجعلها تكرهه حتي النخاع في كثير من الأحيان فتخشي من نفسها علي نفسها أن تاخذ قرارا برحيل أبدي لن تنظر بعدها عليه.
ولكنها تدرك أن من سيدفع ثمن ذلك هي هاشم وإن تألم لن يكون بقدرها ألم هاشم فقدان من احب ويمكن أن يعوضه الله بغيرها حتي وإن لم يحب الأخري لكن فقدنها له فيعني انفصال روحها عن جسدها.
والأغرب وما يثير جنونها أنه تجرع كأس الفقد من قبل وأنه لا يفرق معه غيره ف لماذا يعذب نفسه ويعذبها هكذا؟.. فاطمة تدرك أن الله عنده عوض قريب إن شاء الله وأن الأفضل قادم إن شاء الله ورغم ذلك تخشي عليه من نفسه لها الله.
في طريق آل البيت عرفت الكثير من المشايخ منهم الصادق ومنهم الآفاق المدعي وزاد ارتباطها بهاشم نتيجه مواقف سنتحدث عنها فيما يلي.. يتبع