نوع قهوتك.. سحر لا يقاوم، ذات مذاق خاص يكمن في هذه اللذة المرة، والرائحة الذكية المنعشة التي تفتح عقلك وتنبه وتيقظه، فقيل عن القهوة أنها لا تشرب على عجل،القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمل في النفس وتغلغل في النفس والذكريات فماذا تمثل لك القهوة لنعرف طباعك وأسرار شخصيتك من نوع قهوتك.
نوع قهوتك.. مشروب ساخن يمضي معك
نوع قهوتك.. القهوة يبحث الكثيرون عن أفضل أنواع القهوة حول العالم، ونستذكر هنا كتاب الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش “ذاكرة للنسيان”، الذي يتحدث فيه مُطولاً لعدة صفاحات عن “القهوة”، ويعترف الكثيرون من الذين قرؤوا الكتاب، بأنه خلال حديثه غيّر تصورهم عن هذا المشروب الساخن الذي يعد الأشهر والأكثر انتشاراً في العالم، وقال درويش في “ذاكرة للنسيان”:
أُريد رائحة القهوة، لا أريد غير رائحة القهوة، ولا أريد من الأيام كلها غير رائحة القهوة، رائحة القهوة لأتماسك، لأقف على قدميّ، لأتحول من زاحف إلى كائن، لأوقف حصتي من هذا الفجر على قدميه، لنمضي معاً، أنا وهذا النهار إلى الشارع بحثًا عن مكانٍ آخر”.
نوع قهوتك.. صديقتك المرافقة في كل وقت
كيف لنا أن نبدأ صباحاتنا أو نستمتع بمساءاتنا من دون فنجان قهوة، وليس مهماً ما هو نوع قهوتك أو شكلها “قهوة عربية أو تركية، إسبرسو، قهوة أمريكية..الخ”، المهم أن يجول مذاق القهوة في أفواهنا، ونشعر بأن الصحو والصباح بدأ فعلاً يوقظ كل خلية في أدمغتنا، وفي هذا التحقيق، سنعرض عليكم أفضل أنواع القهوة حول العالم، أنواع اعترف الكثيرون من الذوّاقة بأنها الألذ على الإطلاق.
نبدأ مشوارنا اللذيذ هذا من أستراليا، حيث يشتهر نوع قهوتك الاسترالي، بواحد من ألذ وأطيب أنواع القهوة في العالم، وهي قهوة “فلات وايت Flat White”، التي تم ابتكارها خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي، ويتم تحضيرها من خلال صبّ رغوة الحليب على قهوة الـ”إسبرسو” حتى نحصل على المذاق المطلوب، وما يميزها عن الـ”لاتيه” والـ”كابتشينو”، هو أن كمية القهوة الموجودة في كوب الـ”فلات وايت” أكثر من الحليب فيها.
أما إذا كان نوع قهوتك “إسبرسو” ويعرفها جيداً، والكثيرون يعدّونها مشروبهم الرسمي والمفضل، ولكن في العاصمة الإيطالية روما، يختلف هذا المشروب عن غيره من الأماكن، حيث تقدم مقاهي العاصمة، قهوة الـ”إسبرسو رومانو”، والتي يراها الكثيرون تجربة ساحرة لا بد من القيام بها هناك، وذلك بسبب المزيج اللذيذ بين المشروب الكريمي الدسم فيها مع نكهة القهوة الغنية والقوية التي لا يمكن لك أن تنساها على الإطلاق.
أما إذا كان نوع قهوتك هذه المرة بنكهة هندية، “القهوة الهندية المُصفاة”، فإنها تجربة ساحرة أخرى، والتي تُعرف أيضاً باسم “كابي”، ويتم تحضيرها من خلال خلط الحليب المغليّ مع مسحوق القهوة الناعم، ثم القيام بتصفية هذا المزيج باستخدام “الفلتر الهندي التقليدي”، وعادةً ما يتم تقديمها في أكواب من الفولاذ المقاوم للصدأ الـ”ستانليس ستيل”.
وإذا كان نوع قهوتك القهوة السويدية، أو كما يطلق عليها السويديون اسم الـ”فيكا fika”، وهذه ينطبق عليها تماماً مقولة “القهوة لا تُشرب على عَجل”، حيث أن لها طقوسها بين الأهل والأحبة والأصدقاء في تلك البلاد، وهي رفيقة الجميع هناك خلال أوقات الراحة والاسترخاء، ويشربها السويديون مرة واحدة في اليوم على الأقل، حتى ولو كانت خلال الاستراحة بين أوقات العمل، وتعد الساعة التاسعة صباحاً، والساعة الثالثة بعد الظهر، الأوقات المثالية لتناول قهوة الـ”فيكا”.
أما نوع قهوتك الكوبية على وجه التحديد دوناً عن جميع ثقافات العالم الأخرى، تشتهر بالفرح والرقص والموسيقى السعيدة، ولكن الفرح في كوبا، لا يتوقف على موسيقى الـ”رومبا” فقط، بل يصل إيضاً إلى القهوة، وتحديداً قهوة الـ”كوتاديتو “cortadito الشهيرة في البلاد، التي تحضر عن طريق إضافة قهوة الـ”إسبرسو” المحمصة مع السكر، ويمكن أيضاً إضافة القليل من الحليب حسب رغبة الأشخاص، وتعد من أفضل أنواع القهوة.
لا يمكن للأناقة الفرنسية أن تترك أي تفصيل صغير دون أن تدخل فيه، والأمر أيضاً ينطبق على المشروب الأشهر في البلاد، وهو القهوة الفرنسية بالحليب، والتي تقدم بأناقة بالغة، حيث يتم تقديم الحليب الساخن منفصلاً إلى جانب كوب صغير من القهوة، حتى يضع الشخص رغبته من الحليب، وإلى جانب ذلك، يتم تقديم فطائر الـ”كرواسون” الطازجة، حتى تكتمل الأناقة والمذاق الطيب.
أما نوع قهوتك الـ “بومبون Bombón” الإسبانية، تتكون من طبقتين رئيسيتين، الأولى طبقة الـ”إسبرسو” الإسباني، والطبقة الثانية الحليب المُكثف والمحلى، حيث نقوم أول الأمر بصبّ القهوة، ثم إضافة الحليب ببطء شديد، حتى يغرق في القاع، ونحصل على طبقتين مختلفتين بالألوان التي نريدهما في كوب قهوة الـ”بومبون Bombón”.
لا يمكن لك أن تزور اليونان – هذه البلد الساحرة – دون أن تتذوق أفضل قهوة في العالم، وهي قهوة الـ”فرابية Frappé”، والتي لها العديد من المسميات بحسب حلاوتها وكمية السكر فيها، فهي تُسمى “غلايكوس glykós” عندما تكون حلوة جداً بأربع ملاعق من السكر أو أكثر، وهي “ميتريوس métrios” عندما تكون متوسطة الحلاوة وتحتوي على ملعقتين فقط من السكر، أما عندما تكون “سادة” أو خالية من السكر تماماً فيسميها اليونانيون “سكيتوس skétos”، وتحضر قهوة الـ”فرابية” من خلال خليط من القهوة سريعة الذوبان والمياه وكمية السكر المرغوب بها، ويتم تقديمها أحيانا مع الحليب المكثف.
اسمها “قهوة تركية”، وهي من أفضل أنواع القهوة، شائعة للغاية في جميع أنحاء تركيا، ولكن من الممكن اعتبارها بأنها القهوة الرسمية والمعتمدة والمفضلة في مختلف بلدان الشرق الأوسط، وفي البلدان العربية تحديداً، وهي المشروب الساخن الذي تغنى فيه الكثير من الشعراء، ومن بينهم الراحل محمود درويش نفسه في المقطع الذي ذكرناه سابقاً في المقدمة.
وتتميز نوع قهوتك العربية العربية بأنها خليط من القهوة اليمنية و”الهيل”، من دون أن يكون معها أي كمية من السكر على الإطلاق، وتتعدى كونها مشروباً لذيذاً وصحياً، إلى كونها رمزاً وتعبيراً عن الكرم العربي منذ بداية نشأتها.
فمن اسمها فهي خاصة بمنطقتنا، وتحديداً في دول الخليج العربي والعراق وبلاد الشام – الذين يفضلونها بجانب القهوة التركية -، ويعود تاريخ ابتكارها إلى القرن الخامس عشر الميلادي، على يد رجل دين يمني من أهل مدينة عدن، اسمه “جمال الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد الذبحاني”.