53 عامًا مرت على رحيل منظر التكفير وداعي التعري على الشواطيء ومشرع التقل باسم الدين الإرهابي سيد قطب القيادي في جماعة الإخوان الإرهابية.
سيد قطب أحد أعلام تنظيم الإخوان والذي يعتبره البعض المنظر الثاني للجماعة بعد مرشدها الأول حسن البنا، حيث تم إعدامه يوم 29 أغسطس 1966، ورغم مرور كل تلك السنوات إلا أن المجتمعات العربية والدولية مازالت تعاني من أفكاره التكفيرية، الذي ظلت قواعد رئيسية لكافة الجماعات الارهابية من بعده خاصة كتابيه “معالم في الطريق”، و”في ظلال القرآن”.
اللحظات الأخيرة في حياة سيد قطب قبل إعدامه، لم يسمعه أحد يردد الشهادة وحينما أتى له شيخ ليجعله ينطق الشهادة قال “خسارة إن متمش تفجير القناطر نفسها”، ذلك لإغراق مصر حتى تنشغل الدولة بهذا الحدث عن القبض على أعضاء التنظيم آنذاك.
ولد في 9 أكتوبر 1906 في قرية موشة بمحافظة أسيوط بمصر، وسافر للقاهرة بعد 14 عاما من مولده، حيث التحق بمدرسة المعلمين ونال شهادة الكفاءة للتعليم الأوّلي، ثم التحق بتجهيزية دار العلوم.
وفي عام 1954، ألقي القبض عليه، وتم الإفراج عنه عام 1964، ثم تم القبض عليه مرة أخرى عام 1965 بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم ومحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وصد الحكم بإعدامه في 12 أغسطس 1966 وتم تنفيذ الإعداد في 29 أغسطس 1966.
ضخ سيد قطب مجموعة من الأفكار التكفيرية، والتي عانى منها المجتمع المسلم في كثير من الدول، وكان واحدا من الشخصيات التى تأرجحت فى مواقفها الفكرية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، واللافت أنه كان شديد التطرف فى كل اتجاه فكرى يتحول له، ومن بين هذه المواقف المثيرة للجدل حول سيد قطب هو علاقته بالماسونية قبل انضمامه لتنظيم الإخوان.
ودعم علاقته بالماسونية بمقال كتبه بنفسه فى مجلة “التاج المصرى” لسان حال المحفل الماسونى فى عدد الجمعة 23 أبريل عام 1943، وصدرته المجلة ليكون افتتاحيتها وكان عنوانه لافتا “لماذا صرت ماسونيا؟”.
يقول سيد قطب فى المقال: “السؤال سهل ميسور، والجواب من القلب إلى القلب، فعرفت عندئذ أننى صرت ماسونياً، لأننى أحسست أن فى الماسونية بلسماً لجراح الإنسانية، طرقت أبواب الماسونية لأغذى الروح الظمأى بالمزيد من الفلسفة والحكمة، ولأقتبس من النور شعلة بل شعلات تضيء لى طريق الحياة المظلم، ولأستمد قوة أحطم بها ما فى الطريق من عراقيل وأشواك، ثم لكى أكون مجاهدا مع المجاهدين وعاملا مع العاملين”.
وأضاف فى موضع آخر: “لقد صرت ماسونيا، لأننى كنت ماسونيا، ولكن في حاجة إلى صقل وتهذيب، فاخترت هذا الطريق السوى، لأترك ليد البناية الحرة مهمة التهذيب والصقل، فنعمت اليد ونعم البنائين الأحرار”.
وفي مقال آخر غريب من نوعه، دعا سيد قطب إلى التعري صراحة، ودافع عن العري على الشواطئ، في مقالة عنوانها “الشواطئ الميتة”، قال فيها: “إن الذين يتصورون العري على الشاطئ في صورته البشعة الحيوانية المختلفة واهمون، وهم لم يذهبوا إلى الشاطئ، ولكن قرروا أو رأوا الصور منشورة في الصحف، أو ذهبوا وفينيتهم أن ينتقدوا، فعاشوا في الصورة الخيالية المشوهة في أذهانهم، ولم يعيشوا على الشاطئ والأمواج.
وأضاف، ليس في الجسم العاري على البلاج فتنة لمن يشاهده ويراه في متناول عينه كل لحظة، وفتن الأجسام هناك، وهي المنتشرة في”البرنس أو الفستان”، أما “المايوه” فهو لا يجذب ولا يثير، وإن أثار شيئا فهو الإعجاب الفني البعيد بقدر ما يستطاع عن النظرة المخوفة المرهوبة.
إن إعدام سيد قطب جاء ليضع حدا فاصلا للمضخة التي تزوّد الإرهابيين بأفكار مدمرة والتي تجد لهم المبرر الكافي لسفك الدماء، واليوم تمر ذكرى إعدامه.
ومازلنا نأمل ان تكون ذكرى لموت أفكاره، لكن للاسف مات قطب وظلت أفكاره تعمل وتتفاعل مع الشباب ليس لأنها صالحة أو لأنها مفيدة، بل ظلت لأن المجتمعات العربية والإسلامية قصرت في مواجهة الأفكار المتطرفة لسيد قطب، وعجزت الصفوة المثقفة عن إيجاد مشروع فكري متكامل يلتف حوله شباب وناشئة المجتمع ويزيح مشروع التيار الإسلامي، لهذا بقي مشروعهم وطالما بقي فلابد أن تنمو على جوانبه نفس أفكار قطب والمودودي وغيرهم من منظري العنف والتكفير