برج القاهرة أو برج الجزيرة كما يُطلق عليه، هو برج على شكل زهرة اللوتس تكسوه 8 ملايين حجر فسيفساء ويعلوه مطعم دوّار.
برج القاهرة يقع في العاصمة المصرية القاهرة، تم بناؤه بين عامي 1956 و1961 من الخرسانة المسلحة على تصميم زهرة اللوتس المصرية، من تصميم المهندس نعوم شبيب، ويقع في قلب القاهرة على جزيرة الزمالك بنهر النيل، ويصل ارتفاعه إلى 187 متراً وهو أعلى من الهرم الأكبر بالجيزة بحوالي 43 مترا.
يعد برج القاهرة من أبرز المعالم الحضارية في مصر، ويتكون من 16 طابقاً ويقف على قاعدة من أحجار الجرانيت الأسواني التي سبق أن استخدمها المصريون القدماء في بناء معابدهم ومقابرهم، وتستغرق الرحلة داخل مصعد البرج للوصول إلى نهايته 45 ثانية لتشاهد عندما تقف على القمة بانوراما كاملة للقاهرة، الأهرامات، مبنى التلفزيون، أبي الهول، النيل، قلعة صلاح الدين، الأزهر وفي الطابق 14 مطعم.
تحول البرج من إحدة المعالم الحضارية والسياحية لآلة ووسيلة قتل سهلة، يلجأ إليه الراغبون في الانتحار ليلقون بأنفسهم في أحضان الموت من أعلاه، فيقفزون مودعين العالم بمشهد قد يبدو جميل من الطائرة عندما تصور أم الدنيا من السماء، ولكنه مخيف وموحش ومودع للحياة لهؤلاء الذي يقتربون من النهاية، لتكسوه رائحة الموت من كل جانب.
وتحتل مصر المرتبة 96 عالميا من حيث حالات الانتحار بين صفوف الشباب، حيث يتجاوز عدد المنتحرين سنويا 4250 منتحرا، وفق دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2017.
كما يعاني 24.7% من المصريين من مشاكل نفسية، وفق ما أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في أبريل 2018.
ولقي شاب مصري طالب بكلية الهندسة مصرعه بعدما قفز من أعلى البرج أمام الجميع، وحاول صديقه إنقاذه عندما علقت ملابسه إلا أن الشاب حرر نفسه ليسقط في أحضان الهواء مودعًا العالم، جثة هامدة غارقة في الدماء وسط صراخ وصدمة الحاضرين.
وتلقى قسم شرطة قصر النيل بلاغاً يفيد بانتحار شاب مصري بعد قيامه بإلقاء نفسه من أعلى البرج، وعلى الفور انتقلت قوة أمنية لموقع الحادث، حيث تبين أن الشاب طالب بكلية الهندسة في جامعة حلوان ويدعى نادر محمد جميل.
وتداولت صحفات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق حالة انتحار شاب مصري من أعلى البرج، ليأمر النائب العام المستشار حماده الصاوي بإجراء تحقيقات موسعة في واقعة نشر جزء من تسجيلات كاميرات المراقبة في برج القاهرة الخاصة بواقعة انتحار طالب بكلية الهندسة في جامعة حلوان.
حالات الانتحار من أعلى برج القاهرة خلال 50 عامًا
لم يكن طالب الهندسة الذي لقي حتفه أمس بعد قفزه من أعلى برج الجزيرة حالة الانتحار الأولى التي تنفذ من هذا المكان. ففي 11 يونيو 2018 أقدم جرجس يوسف، 19 سنة، الطالب بمعهد فني، على الانتحار من أعلى برج القاهرة، منذ قليل، الأولى، حيث سبقتها وقائع كثيرة، بينما كانت أول حالة انتحار قد وقعت سنة 1969 لمواطن عثر بحوزته وقتها على 25 قرشا وتذكرة أتوبيس قيمتها 10 مليمات ومنذ ذلك الحين شددت إدارة البرج من إجراءات في مراقبتها لمرتادي البرج، خاصة خلال فترة ظهور نتيجة الثانوية العامة، مما جعلها تنجح في إحباط الكثير من حالات الانتحار من أعلى البرج.
ورغم ذلك لم تنجح الإدارة تماماً في منع هذه الظاهرة، ففى عام 2002 كان قد صعد للأعلى سائح ألماني مع صديقته وفجأة ألقى بنفسه لأسفل فكان مفاجأة، حيث لم يبد عليه أي انفعال يدل على أنه سيقدم على الانتحار.
ويوم 23يناير 2012 غافل شخص يدعى “محمد عبد التواب السيد مصطفى”، 31 سنة، حاصل على دبلوم فني صنايع من مركز أبشواى بالفيوم مسؤولي أمن البرج وصعد أعلى السور، وألقى بنفسه من برج القاهرة، ليلفظ آخر أنفاسه فور سقوطه، أما يوم 6 يونيو 2015 أقدم طالب بالجامعة الأمريكية على الانتحار للتخلص من حالة الاكتئاب التي أصابته في تلك الفترة وحاول العاملون بالبرج الإمساك به وإنقاذه ولكنهم لم يتمكنوا من اللحاق به، حيث قام بإلقاء نفسه من أعلى البرج ليلقى مصرعه في الحال، وتتحول جثته إلى أشلاء.
وبانتقال أجهزة الأمن وقتها إلى موقع الحادث تبين أن الجثة لشاب اسمه محمد كامل «٢٢ سنة» طالب بالجامعة الأمريكية، وعثر عليها بالفناء الملحق بالبرج وبها إصابات عبارة عن تهشم كامل بالرأس وتهتك بالبطن وخروج الأحشاء الداخلية وتم نقلها للمشرحة.