منذ تفشي الالتهاب الرئوي الفيروسي الجديد كوفيد-19 أو ما يسمى فيروس كورونا في مدينة ووهان بوسط الصين، انتشرت الشائعات المضللة حول المرض بسرعة أكبر من الفيروس. في مثل هذه الحالة عندما تتغير المعلومات بسرعة، غالبا ما تبدأ الخرافات والشائعات والمعلومات المضللة. يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية الأخرى المساعدة في نشر هذه الشائعات بسرعة كبيرة وجعلها تظهر وكأنها صحيحة. يمكن أيضا أن تنتشر الشائعات والمعلومات المضللة بسهولة عبر هذه المنصات أثناء الأزمات.
الشائعات حول فيروس كورونا، تفتقر إلى المصداقية لأنها لا تنشرها مؤسسات طبية موثوقة. لتبديد الأخبار المزيفة والشائعات التي تنتشر حول فيروس كورونا وتقديم الحقيقة، نذكر هنا بعض أشهر الشائعات المنتشرة عن فيروس كورونا.
تطور فيروس كورونا إلى سلسلة أكثر فتكا بالبشر
تطور فيروس كورونا الجديد إلى نوعين فرعيين رئيسيين، وفقا لأحدث نتائج البحث التي توصل إليها العلماء الصينيون. النوعان الرئيسيان هما L و S. النوع L، الذي يغطي 70% من السلالات التي تم فحصها، وهو أكثر عدوانية وكان أكثر انتشارا في المراحل الأولى من تفشي المرض في ووهان الصينية. لكن حالات النوع S، وهو أقدم وأقل عدوانية، ازدادت وتيرته مؤخرا، وبالتالي هذا ربما يفسر تباطؤ انتشار المرض في الصين.
لا يزال الاستنتاج تخمينيا في هذه المرحلة، ولا يوجد دليل حتى الآن يوضح نوع الفيروس الأكثر احتمالية للانتقال أو الذي يؤدي إلى أعراض شديدة للأشخاص المصابين. وقد صرح عالم فيروسات في بكين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، “ما زال من السابق لأوانه القول ما إذا كان الفيروس قد تحول إلى شيء أكثر أو أقل شراسة.
أدوية علاج البرد والمضادات الحيوية تستخدم لعلاج فيروس كورونا
أشيع في الفترات الماضية أن فيروس كورونا من الممكن السيطرة عليه باستخدام بعض الأدوية المسكنة والخافضة للحرارة التي تستخدم في علاج البرد وكذلك بعض المضاد الحيوية. أشاع العديد من الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن حبوب كونجستال مع ميجاموكس مضاد حيوي، من الممكن أن تقلل من استقبال العدوى أو تحمي الشخص من تلقي أي عدوى أثناء وجوده في مكان موبوء. هذه الشائعة ليس لها أساس من الصحة، وربما يكون مصدرها بعض الشركات المنتجة لهذه الأدوية وذلك طبقا لما ورد في موقع دوت طب.
فيروس كورونا يعود مرة أخرى للمصابين
قال دو بين، مدير مستشفى كلية بكين يونيون الطبية، إنه لا يوجد حاليا أي دليل على أن المرضى الذين ثبتت إصابتهم مرة أخرى بعد الشفاء من فيروس كورونا يمكن أن ينقلوا الفيروس. قال تونغ تشاو هوى، نائب رئيس مستشفى بكين تشاويانغ، إن المرضى الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس مرة أخرى بعد شفائهم من الفيروس، لم يتم إصابتهم مرة أخرى أو حدث له انتكاس. وقد أثبتت الاختبارات أنها إيجابية مرة أخرى لأن القليل من الفيروس لا يزال في أجسامهم عند خروجهم من المستشفى. يستغرق القضاء على الفيروس بعض الوقت من أجساد بعض المرضى، وخاصة كبار السن. وفقا لأحدث نسخة من الدليل الإرشادي لتشخيص وعلاج فيروس كورونا، الذي أصدرته لجنة الصحة الوطنية، يجب عزل المرضى الذين يعانون من فيروس كورونا لمدة 14 يوما بعد خروجهم من المستشفى.
فيروس كورونا أكثر فتكا من جميع الأمراض
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن معدل الوفيات الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا الجديد يبلغ حوالي 3.4% وهو ناتج عن إجمالي الوفيات مقسوما على عدد الحالات المؤكدة، وهو أقل بكثير من معدل وفيات مسببات الأمراض الأخرى، مثل الإيبولا، التي لديها معدل وفيات تصل إلى 90%. لكنه أعلى من معدل الوفيات بسبب الأنفلونزا الموسمية التي تقل عن 1%.
الأسيويون أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا
أظهرت التحقيقات أن فيروس كورونا الذي اندلع في ووهان الصينية، يغذي العنصرية والتحيز ضد العرق الآسيوي في العالم. اشتكى الكثير من الآسيويين على وسائل التواصل الاجتماعي من تلقيهم خطابات عنصرية تحث على الكراهية، أو معاملتهم بشكل غير لائق، أو حتى إساءة معاملتهم من قبل الأشخاص من حولهم. ومع ذلك، على الرغم من أن معظم حالات فيروس كورونا الجديد قد تم العثور عليها بالفعل في الصين، إلا أنه لم تكن هناك أي نتائج حول أي المجموعات أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
كبار السن أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا
هذا ليس صحيحا. الحقيقة هي أن الأشخاص من جميع الأعمار يمكن أن يصابوا بفيروس كورونا الجديد ولكن كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو والسكري وأمراض القلب هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض حادة. كان هناك 55924 حالة مؤكدة مختبريا حتى 20 فبراير 2020. متوسط العمر هو 51 عاما، وكانت نسبة 77.84% تتراوح أعمارهم بين 30 – 69 عاما، وفقا لتقرير البعثة المشتركة بين منظمة الصحة العالمية والصين بشأن فيروس كورونا. المرض عند الأطفال نادر نسبيا حيث يبلغ حوالي 2.4% من إجمالي الحالات المبلغ عنها دون سن 19 عاما. وقد أصيبت نسبة صغيرة جدا من أولئك الذين تقل أعمارهم عن 19 عاما بمرض شديد بنسبة 2.5% أو مرض حرج بنسبة 0.2%.
فيروس كورونا مخلق معمليا وتم تسريبه من معمل أبحاث صيني
استهدفت الشائعات والخلافات معهد ووهان لعلم الفيروسات، وهو أكبر وكالة لأبحاث الفيروسات في الصين. وشملت الشائعات أن الفيروس يتم هندسته بشكل مصطنع وتسرب من مختبر السلامة الأحيائية بالمعهد من المستوى 4، الذي يدرس أكثر مسببات الأمراض فتكا، مثل فيروسات إيبولا وماربورغ. زعم مقال نشرته صحيفة واشنطن تايمز في 26 يناير أن الفيروس جزء من برنامج أسلحة بيولوجية صيني مقره في المعهد. كما كانت هناك ادعاءات بأن أول مريض يصاب بالفيروس كان طالبا خريجا من المعهد وأن رئيس المعهد باع حيوانات تجريبية لسوق المأكولات البحرية، حيث تم الإبلاغ عن أول حالة إصابة، وتسريب الفيروس من أحد المختبرات.
في رسالة مفتوحة نشرت في لانسيت في 18 فبراير 2020، أدان 27 خبيرا صحيا من جميع أنحاء العالم نظريات المؤامرة المحيطة بفيروس كورونا الجديد. جاء في الرسالة أنه قام علماء من دول متعددة بنشر وتحليل جينومات العامل المسبب لفيروس سارس، واستنتجوا بأغلبية ساحقة أن هذا الفيروس التاجي نشأ في الحياة البرية، مثل العديد من مسببات الأمراض الناشئة الأخرى.