اصل الحكاية.. يالك من شنقيط
حنان أمين سيف
يالك من شنقيط.. جملة قيلت فى فيلم اسماعيل يس فى الاسطول، والذى قالها
الفنان الراحل عبد المنعم ابراهيم للشاويش عطية، وكانت ردا على عدم فهم
الشاويش عطية كلام عبد المنعم ابراهيم نظرا لانه يتكلم بالفصحى.
جملة لم افهم معناها مع انها من اشهر الافهات فى السينما المصرية، فقررت
البحث عن معناها، ووجدت انها منتشرة بشكل كبير على محرك البحث جوجل،
فاليكم ما توصلت اليه من نتائج البحث عن جملة يالك من شنقيط.
شنقيط هى مدينة تقع في اقصى شمال موريتانيا، وتبعد عن نواكشوط العاصمة
باكثر من 530 كم، وهى واحدة من مراكز العلم والثقافة فى افريقيا، وتسمى بلد
المليون شاعر وكعبة افريقيا ، ومشهور عنها عندما يبلغ الصبى 16 عاما يقوم
بحفظ القرآن الكريم كاملا، وينتسب الى شنقيط كبار العلماء الشناقطة
وينتشرون فى عدد من الدول العربية، مثل مصر والاردن والسودان والعراق
والسعودية.
ومن كبار العلماء الذين ينتسبون الى شنقيط، الشيخ محمد محمود والد احمد
الشنقيطي الذى اقام بمصر وكان صديقا للشيخ محمد عبده، وقد ذكره د. طه
حسين في كتابه الايام، والشيخ محمد الخضر الشنقيطي الذي تولى منصب
قاضي القضاة فى الاردن، صاحب تفسير اضواء البيان الشيخ محمد الامين
الشنقيطي.
الشناقطة الذين نسخر من لفظهم ونقول يالك من شنقيط، عند وصف شخص
بعكس ما فيه سخرية منه، فهم خزانة وذخائر علوم المسلمين حتى الان، ونجد
ان الشخص الموهوب منهم يحفظ الكتب الستة والمذاهب وخاصة المالكية
وشروحها وكتب الاداب والقاموس المحيط ولسان العرب، وتلك تصل الى
حوالى مائة مجلد، اما الشخص العادى يكون قد حفظ الف بيت من كل بحور
الشعر، وستة كتب من علوم اللغة والاداب، وعشر كتب من المتون الفقهية،
وشروحها، وكتب الحديث.
والان عرفنا اصل ومعنى جملة يالك من شنقيط، وهى العمق والتبحر في
الشيء، ويجب عدم استخدامها فى التهكم والسخرية من الاشخاص، ونتمنى ان
نصبح مثل الشناقطة.