قال الدكتور ياسر الهضيبي نائب رئيس حزب الوفد والمتحدث الرسمي باسم الحزب، إن التاريخ سجل مواقف الزعيم خالد الذكر فؤاد باشا سراج الدين الوطنية بأحرف من نور، في سطور لا تعد ولا تحصى.
وأشار “الهضيبي” في بيان له، اليوم، إلى أن فؤاد باشا سراج الدين تميز بشجاعته وصلابته التي حماها بسيف الحق، فوقف في وجه الملك وقال لا، وفي وجه الاحتلال وقال لا، وكذلك لعبد الناصر، والسادات ومبارك، انتصارًا لمبادئ الوطنية وثوابت الوفد، فكان رجلًا ذكيًا يمتلك حنكة سياسية كبيرة، خدم الوطن في خمس حقائب وزارية محتلفة تولاها، وحقق فيها نجاحًا باهرًا.
وأكد نائب رئيس حزب الوفد، أن الزعيم فؤاد باشا سراج الدين حافظ على تماسك الوفديين، رغم حل الكيان السياسي، بالتواصل المستمر معهم تليفونيًا، وباللقاءات المنتظمة، ومشاركتهم مناسباتهم المختلفة، في السراء والضراء.
وأضاف ياسر الهضيبي، بالفعل استطاع زعيم الوفد، الحفاظ علي الهوية الوفدية وحمايتها من الاندثار ، حتي جاء أول إعلان عن تأسيس حزب الوفد بعد خوض الزعيم سراج الدين، معركة ضارية مع الرئيس السادات، فكانت المفاجأة حيث وصل عدد الوفديين المنضمين إلى ٢ مليون وفدي كانوا بداية لحزب الوفد الجديد.
واختتم “الهضيبى” أن الزعيم فؤاد باشا سراج الدين وضع قواعد الوطنية الخالصة داخل جدران بيت الأمة، وأرسي دعائم النضال والكفاح المستمر من أجل خدمة الوطن، وجعلها منهاجًا للوفد سرنا وسنظل نسير علي نهجه جيلا بعد جيل، رافعين شعار الوفد ضمير الامة دون أن نحيد.
ذكرى وفاته
وتحل غدًا الذكرى التاسعة عشر لوفاة الزعيم خالد الذكر فؤاد باشا سراج الدين رحمه الله، الذي وافته المنية في الموافق ٩ أغسطس 2000، وهو ثالث زعيم و رئيس للوفد الذي لم يكن مجرد رئيسا للحزب فقط بل كان له الفضل فيد حيا الحزب بعد فترة تجمدت فيها الحياة السياسية والحزبية في مصر منذ عام ١٩٥٤ حتي أعاد تأسيس حزب الوفد عام ١٩٨٤ .
فؤاد باشا سراج الدين
ولد في 2 نوفمبر 1911م، وودعته مصر في 9 أغسطس 2000، وهو سياسي ورجل دولة مصري، ينتمي في أصوله لعائلة سراج الدين وهي عائلة مصرية وفدية من مؤسسي حزب الوفد الجديد، من أهم أعلامه يس سراج الدين وإسماعيل سراج الدين، وما زال هناك وجود كثيف لهذه العائلة الكبيرة في كفر الجرايدة بمحافظة كفر الشيخ.
تاريخه مع الاعتقال
طوال مشواره وحياته السياسية والوطنية، تعرض الزعيم الوفدي، فؤاد باشا سراج الدين لسلسلة من الاعتقالات، خلى خلفية مواقفه وتمسكه بمبادئة النبيلة، فكان أول اعتقال له في مارس 1952 في وزارة نجيب الهلالي وأفرج عنه في 4 يوليو سنة 1952، ثم اعتقل في 5 سبتمبر 1952 وأفرج عنه في ديسمبر 1952.
في أول العام التالي سراج الدين لمدة 18 شهر وكان ذلك بتاريخ يناير 1953 في السجن الحربى، وفي يناير سنة 1954 حوكم أمام محكمة الثورة وحكم عليه بالسجن 15 عامًا في مارس 1954 وأفرج عنه أوائل 1956.
وفي أكتوبر 1961 اعتقل لمدة خمسة أشهر في سجن القناطر الخيرية، وفي نوفمبر سنة 1965 لمدة أسبوع في السجن الحربى، وفي يونيو 1967 لمدة أربع وعشرين ساعة قضاها في قسم شرطة مصر القديمة، وأخيرًا، في سبتمبر 1981 من ضمن اعتقالات سبتمبر.
وظائف شغلها
عمل الزعيم الوفدي فؤاد باشا سراج الدين، كوكيلا للنائب العام ومحاميًا في الفترة من 1930 ـ 1935، وانضم للهيئة الوفدية عام 1935 والهيئة البرلمانية في عام 1936 وأصبح عضوا في الوفد المصري عام 1946 ثم سكرتيرًا عامًا للوفد عام 1949.
حقائب وزارية تقلد مناصبها
شغل فؤاد باشا سراج الدين، منصب وزير الزراعة في 31 مارس سنة 1942، ثم وزيرا للشئون الاجتماعية ثم وزيرًا للداخلية في يوليو سنة 1942.
وفي عام 1946، تم تنصيبه زعيما للمعارضة الوفدية في مجلس الشيوخ، ثم وزيرا للمواصلات في يوليو سنة 1949 في وزارة حسين سرى الائتلافية التي مهدت لانتخابات عام 1950، ووزيرًا للداخلية في 12 يناير سنة 1950 وفي نوفمبر من نفس السنة أضيفت عليه وزارة المالية.
أعمال أخرى
عمل “سراج الدين”، وكيلا للنادى الأهلى في الأربعينيات ورئيسا شرفيا له مدى الحياة ورئيسا لاتحاد الكرة، وأصدر قوانين العمال عام 1943 وقانون النقابات العمالية وقانون عقد العمل الفردى ـ وقانون الضمان الاجتماعى قانون انصاف الموظفين.
كما أصدر قانون تنظيم هيئات الشرطة، وهو صاحب عيد الشرطة بسبب رفض الإنذار البريطانى يوم 25 يناير سنة 1952، أمم البنك الأهلى الانجليزى وتحويله إلي بنك مركزي، وأصدر “قانون الكسب غير المشروع”.
نقل أرصدة من الذهب من الولايات المتحدة إلي مصر، وقام بتمويل حركة الفدائيين في منطقة القناة بالمال والسلاح في الفترة من 1951 إلى 25 يناير سنة 1952.
هو الذي اقترح وصاحب فكرة مجانية التعليم، وكان وراء قيام الوفد بإلغاء معاهدة 1936 وبدء حركة الكفاح المسلح في منطقة القناة ضد قوات الاحتلال البريطانى، وفرض الضرائب التصاعدية علي كبار ملاك الأراضي الزراعية عندما كان وزيرًا للمالية سنة 1950.
سراج الدين وعيد الشرطة
أجمع كثير من المؤرخين على أن دور الشرطة بقيادة الوزير فؤاد سراج الدين فى معركة القنال جعل الإنجليز يفكرون فى الرحيل من البلاد والجلاء عن مصر، والمعروف أن الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس قام بتشكيل الحكومة الوفدية الأخيرة وألغى معاهدة 1936 التى وقعها من قبل وأمر صراحة بإعلان الحرب على بريطانيا مما تسبب فى غضب القصر.. قاد حزب الوفد حركة الجهاد المسلح ضد المستعمر، وسطرت بطولات المصريين المتمثلة فى قوات الشرطة برئاسة فؤاد سراج الدين أعظم الصور والملاحم فى معركة القنال، وهى التى ألهبت مشاعر الضباط الأحرار لثورة 1952 فيما بعد.
فى 25 يناير 1952 قامت الشرطة بضرب أروع مثل وطنى وأنزلت الخسائر الفادحة بقوات بريطانيا العظمى، وهو ما اتخذته الداخلية فيما بعد عيداً للشرطة المصرية… فى هذا التاريخ رفضت الشرطة المصرية فى الإسماعيلية تسليم وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية بأوامر الوزير الوفدى فؤاد سراج الدين ، وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد خمسين شرطياً مصرياً وإصابة ثمانية آخرين، ويذكر لنا التاريخ أنه فى هذا اليوم تلقى الضابط مصطفى فهمى تعليمات من فؤاد سراج الدين بعدم التسليم للقوات البريطانية أو إخلاء مبنى المحافظة، ورفض الامتثال لتعليمات القائد البريطانى «إكس هام» ودارت معركة الإسماعيلية التى سجلت فيها الشرطة المصرية أروع الأمثلة فى الدفاع عن الوطن. ورغم عدم التكافؤ بين القوات المصرية والبريطانية، إلا أن الجنود أصروا على عدم الاستسلام أبداً.
هذه المعركة التى استبسلت فيها الشرطة دفعت قادة جيش الاحتلال إلى أن يؤدوا التحية العسكرية للشباب من ضباط الشرطة الذين لقنوا بريطانيا درساً لن تنساه أبداً.
وكل ذلك تم تحت قيادة الراحل الكريم خالد الذكر فؤاد سراج الدين، يرحمه الله على كفاحه ونضاله طوال مسيرة حياته الوطنية المليئة بحب الوطن.. يرحم الله فؤاد سراج الدين الذى رحل عن عالمنا فى عام 2000، ويحفظ الله الوطن سالماً من كل المؤامرات التى تحاك ضده فى الداخل والخارج، ويحفظ الله الوفد حزباً وصحيفة لاستمرار الدور الوطنى من أجل مصر كما عهده المصريون.