“وتلك الأيام نداولها بين الناس”.. مر من هُنا دعاةُ السلام، حيث وطئت أقدام الأنبياء، وكانت لهم البشرى، وجاءت مدويةً من فوق عليين، “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”، حينها ساد الهلاك بالأمم قديمًا، ولم يرُى هناك أي سبيل للخروج من عنق زجاجة الموت المحدق ببني البشر، إلا بالهبوط لمصر، مصر الكنانة، أطهر بقاع الأرض، بها الخير باقٍ مهما تكالبت عليها الظروف، ترى فيها ما يعيدك لعبق التاريخ، حيث الخير الوفير والأيام الملهمة للعقل الجمعي الناضج، ليس السيكوباتي المدجج بالأفكار المعلبة بالقحط والفقر المُدقع، فمصر الخير مهما جار الزمان.. البشرى آتية لا محالة.
ما يحدث من حولنا من مشاريع تجلى نورها على أرض الصحراء الخاوية على عروشها منذ آلاف السنين، أداة تحملنا نحو شمس ساطعة وعبير قادم من الماضي السحيق لتفرض نفسها على المكان، ومعها عبق التاريخ المرتبط ارتباطًا وثيقًا بعصور وأمم انقرضت وتركت تراثها تتوارثه الأجيال هناك، ومنها تضعنا عند ما يحدث في عاصمتنا الجديدة، حيث كرست أيادي خير أجناد الأرض مشروعًا سيصبح ملهمًا للشعوب.. مركز القيادة الاستراتيجي للدولة.. مصر الحديثة.. حيث أعالى الجبال الذي سنرى منه العالم بعين البصيرة.. القوة، النجاح، التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، عالم جديد ليس كأي وقت مضى علينا.
ضم مركز القيادة الاستراتيجي بالعاصمة الإدارية للدولة المصرية، مخازن ضخمة تؤمن احتياجات الدولة من السلع، بخلاف الخدمات الأخرى التي تتيح التحكم في جميع دواليب الدولة لحظة بلحظة، يُمكن القيادة من ممارسة مهام عملها بعناية فائقة، يكشف مدى التحول الجاري في مصر بغية أن تكون في مصاف الدولة المتقدمة، وهو ما يمكننا أن نتسيد العالم، فالمخازن أُنشئت لتوفير احتياجات المواطن.. وتعيد الدهور السمان، فمصر لا يليق بها أبدًا أن تتذيل الشعوب.
مصر ستظل سيدة الشعوب العربية مهما حييت، يلجأ لها الضعيف يستقوي بها فتأخذ بيده نحو العزة والغلبة، تمد يد العون للجميع في جميع الأزمات مهما كان حالها، فهي كالأم ترعى أبناءها، من ويلات الحياة والمتاعب، أرى في ذلك المشروع الهائل رفعة بلدنا، فهل يتحقق الحلم وتأتي لنا جميع دول العالم، لتأخذ من عندنا ” الحنطة”، القمح، بعد أن يضيق بها الحال، بالطبع ليس غريبًا أن تُكيل مصر لدول الجوار، فمن تعود على الخير لن تغيره مرور السنوات.
معلوم أن رؤية مصر المستقبلية كقوة إقليمية واعدة، ودولة رائدة، يعد ساعة الصفر، لإنطلاق مصر نحو التقدم والرقي بسواعد أبنائها المخلصين، نصيحتي المتواضعة لا تلتفتوا إلى الأخوة الكارهين ليعقوب المحبة، لبلدنا التي تتقدم يومًا بعد يوم، حتى لا يكون هناك فرصة لأن يلقوا بيوسف الخير، المشاريع التنموية في بئر الظلمات.. “الحاقدون كُثر .. يجيء يسألك إنتوا إزاي عملتوا كدا.. نقول له عشان إحنا كدا في الخير.. وانتوا للشر صناديد خراب.. عايزين إزاي ربنا يكرمكوا بقى..”.