رحل عن عالمنا اليوم المُلحن اللبناني إلياس الرحباني البالغ من العُمر ما يقرب من 83 عامًا بعد مسيرة حافلة من العطاء في عالم الفن والغناء العربي.
أسباب وفاة إلياس الرحباني المُلحن اللبناني
تعرض المُلحن اللبناني إلى أزمة صحية حادة منذ 7 أيام تقريبًا إثر إصابته بفيروس كورونا كوفيد 19 ومع تطور حالته توفي صباح اليوم الاثنين 3 يناير 2021، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا وتاريخًا حافلًا ومُشرفًا من العطاء.
إلياس الرحباني ويكبيديا
ملحن لبناني من مواليد العام 1938، وهو الشقيق الأصغر للأخوين الراحلين عاصي ومنصور الرحباني، درس الموسيقى في الأكاديمية اللبنانية (1945 – 1958) والمعهد الوطني للموسيقى (1955 – 1956)، إضافة إلى تلقيه دروساً خاصة لعشرة أعوام، تحت إشراف أساتذة فرنسيين في الموسيقى.
أحب الرحباني الموسيقى بعد أن تعرّف عليها من خلال أخويه وفي سن الـ 19 أراد التوجه إلى روسيا ليكمل دراسته، لكن حال دون ذلك إصابة في يده اليمنى.
أصر على المتابعة بيده اليسرى، ووجّه اهتمامه إلى مجال التأليف الموسيقي، وفي سن الـ 20 استدعته إذاعة بي بي سي البريطانية بفرعها في لبنان، وتعاقدت معه على تلحين 40 أغنية و13 برنامجاً، فكان ذلك أول عمل رسمي له بأجر بلغ 3900 ليرة لبنانية.
إلياس الرحباني السيرة الذاتية
بدأ في عام 1962 التعاون مع المغنّين المعروفين، بأغنية “ما أحلاها” للمغني نصري شمس الدين، وبدأ العمل كمخرج ومستشار موسيقي في إذاعة لبنان، وتعرّف على حبيبته “نينا خليل” وتزوجها وأنجب منها الأولاد غسان وجاد، وبقي في إذاعة لبنان حتى 1972، واشتغل أيضاً منتج موسيقي لدى شركات منتجة للأسطوانات، وفي 1976 سافر مع عائلته إلى باريس.
سجل مئات من الأعمال الموسيقية التي أسهمت في ثراء ورقيّ الفنون العربية خلال القرن العشرين، وتلقى خلال حياته جوائز عدة، منها: جائزة مسابقة شبابية في الموسيقى الكلاسيكية 1964، جائزة عن مقطوعة La Guerre Est Finie في مهرجان أثينا عام 1970، شهادة السينما في المهرجان الدولي للفيلم الإعلاني في البندقية عام 1977، الجائزة الثانية في مهرجان لندن الدولي للإعلان عام 1995، الجائزة الأولى في روستوك بألمانيا عن أغنية Mory، وجوائز في البرازيل واليونان وبلغاريا. وعام 2000 كرّمته جامعة بارينغتون في واشنطن بدكتوراه فخرية، وكذلك جامعة أستورياس في إسبانيا.
وفي عام 2004 أصبح عميداً لأكاديمية روتانا لتعليم الغناء، بداية تأسيسها؛ لكنه استقال منها بعد مدة قصيرة، وفي نفس العام، صدرت أغنية أتحدى العالم للمغني صابر الرباعي؛ فاعترض لدى صاحب اللحن خالد البكري والشركة المنتجة روتانا، بأنها تشبه في جملها اللحنية بعض ألحانه، خاصة لحن معزوفة “نينا ماريا” الذي ألّفه في سبعينات القرن العشرين؛ لكنهم لم يقبلوا التفاوض معه، وأدى هذا إلى دعوى رفعها ضد الملحن والشركة في القضاء اللبناني لأجل حقوق الملكية، فتم إجراء تحقيق فني متخصص من قِبل لجنة الاستماع في جمعية المؤلفين والملحنين، وربح إلياس الدعوى بصدور حكم بإلزام الشركة بسحب الألبوم من الأسواق وإضافة اسمه عليه.
أشهرها أغاني فيروز.. ألحان إلياس الرحباني وأعماله
لحن إلياس وكتب مجموعة من الأغاني لعدد كبير من الفنانين اللبنانيين الكبار، أبرزهم “فيروز، صباح، وديع الصافي، نصري شمس الدين، ملحم بركات، ماجدة الرومي وجوليا بطرس وغيرهم”، وشكلت الأغاني التي لحنها وكتبها لـ فيروز بصمة في الذاكرة اللبنانية منها: “يا لور حبك، الأوضة المنسية، معك، يا طير الوروار، بيني وبينك، جينا الدار، قتلوني عيونا السود، يا اخوان، منقول خلصنا، ياي ياي يا ناسيني، كان الزمان، كان عنا طاحون”.