بات واضح أنه لدينا الآن يوم أقل من 24 ساعة غير بقية الأيام المتعارف عليها، والغريب أيضًا أن عام 2021م هو أقصر من الأعوام الماضية بمقدار الخمسين عامًا الماضية، وزادت التساؤلات حول هذه الظاهرة التي أذهلت البشر من سرعة انقضاء اليوم وقِصر العام الحالي والماضي، وهذا لم يحدث منذ حوالي الخمسين أو الستين عام، حيث شهدت السنة الماضية 2020م، مرور أسرع 28 يوم منذ 60 سنة، وكان هذا اليوم الأقصر بتاريخ 5 يوليو الماضي، وسنوضح فيما يلي السبب العلمي.
مرور يوم أقل من 24 ساعة بتاريخ 5 يوليو الماضي 2020م
وضحت أنظمة دوران الأرض ومعظم المراجع الدولية IERS) في مدينة باريس ضمن دراسة علمية جديدة، أنه تم كسر الرقم القياسي عن أقصر يوم فلكي حيث وصل لعدد الـ 28 مرة بعام 2020 الماضية، بتاريخ 5 يوليو، والسبب:
- استكمل كوكب الأرض دورته الكاملة في وقت متناهي الصغر = الـ 1.0516 مللي ثانية.
- ويُعتبر هذا المعدل أسرع من متوسط دوران اليوم العادي لكوكب الأرض
- هذا لأن كوكب الأرض تسارع دورانه مما أثر على طول اليوم فأصبح أقل من غيره.
- لذلك بات واضح لعلماء الفلك أن اليوم الفلكي هو أقل من 24 ساعة.
نشعر جميعنا بهذا الوضع، فلا أحد منا لا يشعر بقصر الوقت، ولكن هناك غموض في الوضع، حتى بدأ يتكشف لنا أن هناك أسباب علمية فلكية خاصة، أدت لقصر الوقت وسرعة مروره الرهيبة التي نشعر بها.
والآن نحن نعرف أن دوران الأرض بات أسرع من السابق، مما أدى للشعور بقصر الوقت.
عوامل مؤثرة على تغير سرعة دوران الأرض ـ ساعة ذرية بمنتهى الدقة
نوه علماء الفلك عن أنه لا داعي للقلق حيال هذه الظاهرة؛ هذا لأنه تختلف سرعة دوران الكوكب، بين الحين والحين، متأثرًا بما يحدث من تغيرات لعوامل كثيرة منها؛
- تغيرات في الضغط الجوي
- وتغيرات في قوة الرياح
- والتغير في تيارات المحيطات
- وأيضًا أية تغير في حركة لب الأرض
من الجدير بالذكر أنه استخدم منظمو الوقت الدوليين، لساعات ذرية دقيقة جدًا تُستعمل في قياس التوقيت العالمي (UTC) المعمول به لضبط ساعات كل شخص على الأرض.
فيبدو أنه حين ينحرف الوقت الفلكي، وهو المحدد بالوقت المُستغرق في عمل دوران كامل لكوكب الأرض، عن هذا التوقيت العالمي المنسق (UTC) بما هو أكثر من الـ 0.4 ثانية فقط؛
وقتها سيتحتم عمل تعديل في التوقيت العالمي المنسق (UTC).
مما جعل العلماء والخبراء يتوجهون لضرورة تعديل المدة التي تكون للدقيقة ومن ثم يتم حذف ثانية منها.
هذا ما يؤدي لأن تكون الدقيقة مساوية لـ 59 ثانية بدلاً من 60 ثانية.
مما يجعل الدقيقة الجديدة تتناسب مع هذه الدورة الجديدة.
ومن ثم تمثل الساعات التي نقصت لدورة الأرض بمنتهى الدقة.
يوم أقل من 24 ساعة لاستمرار الوقت في النقصان
من الجدير بالذكر أن تأثير نقصان الدقيقة والوقت عمومًا للعام القادم، إلى أن يُصبح الفرق بين الوقت الفلكي الناقص المتغير وبين الوقت الذري وهو المستقر، المُسجل عن طريق الساعة الذرية، مساويًا لـ 19 مللي ثانية.
مع العلم أن اليوم في الماضي كان أطول من 24 ساعة، حيث احتاج كوكب الأرض لما يزيد عن الـ 24 ساعة، حتي يدور دورة كاملة حول محوره، ولكن على النقيض من ذلك نقص الوقت مع بداية القرن الـ 21، وبدأ اليوم الفلكي ينخفض. وكما اتضح أنه بسبب سرعة دوران الأرض الزائد عن معدله الطبيعي.
فباتت الحقيقة واضحة جدًا لنقصان وقت اليوم وهو أن الأرض تدور بشكل أسرع حاليًا.
السبب العلمي في سرعة دوران الأرض ومواجهة يوم أقل من 24 ساعة
تبعًا لتقارير العلماء، أن السبب يمكن أن يكون كامنًا في ظهور ظاهرة الاحتباس الحراري؛
هذه الظاهرة التي أدت لذوبان الأنهار الجليدية.
ومن ثم أصبح لدينا إعادة توزيع الكتلة مما يؤدي لدوران الأرض أسرع حول محوره بسبب توزيع الكتل الجديد عليها.
ووضح العلماء أن الفارق للزمن الفلكي عن الزمن الذري هو ضئيل للغاية، يؤدي لعواقب واضحة على المدى البعيد. ومن أمثلة هذه العواقب:
- عمل الأقمار الصناعية وكل أنظمة الملاحة طبقًا للتوقيت الشمسي
- التوقيت الشمسي يُحدد وفقًا لمواقع النجوم والقمر والشمس
- من أجل الحفاظ على عمل كلاً من الأقمار الصناعية ومن أنظمة الملاحة سويًا
من جهة أخرى قد أضافت أجهزة الوقت التي تتبع الخدمة الدولية عن دوران الأرض في الماضي، المسمى بـ “الثواني الكبيسة” حتى يومنا هذا. وتم العمل به آخر مرة منذ آخر عام 2016م الماضية.
ووضح الخبراء أن الأمر احتمال أن يستغرق ثانية كبيسة سلبية لو ارتفعت سرعة دوران الكوكب زيادة عن الآن.
هكذا يتضح أننا نعيش عصر السرعة ليس فقط في ريتم الحياة كما كنا نشعر بل في حركة الكواكب مما أثر على حركة دوران كوكب الأرض حول نفسه ليكون الليل والنهار.
بالتالي قلت مدة دوران الأرض بسبب سرعة الحركة مما أدى لانخفاض مدة اليوم ونشأ هذا التخفيض في اليوم من تخفيض الدقيقة لمدة ثانية، وكأننا فعلاً اقتربنا بشدة من يوم القيامة، اللهم احفظنا.
انتشار فيروس كورونا، ثم تقليل عدد ساعات اليوم وسرعة تعاقب الليل والنهار، مع زيادة في الكوارث الطبيعية، حيث قيل في القرآن ـ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ـ (سورة الأنبياء:104)وهذا ما يحدث الآن.