تبحث الفتيات عن حلم ارتداء الفستان الأبيض والتعلق بذراع رجل يحملها إلى عالمها الجديد، عالم أسرة مستقلة تكبر بيديها ويديه سويًا في أجواء من الحب والسعادة والطمأنينة.
في مركز رشيد بمحافظة البحيرة، كبر حلم راوية مختار الفتاة التي تبلغ من العمر 28 عامًا، وبسبب العادات والتقاليد الريفية المتشددة التي لا تسمح للفتاة باختيار شريك حياتها إلا قليلا، كان ترشيحها من عم زوجها لابن أخيه إبراهيم.
زواج راوية لتاجر الأثار وعذابها على يد عشيقته
تم خطبة العروسين لمدة لم تتجاوز الـ 60 يومًا، وسرعان ما كانت مراسم الزفاف، لتنتقل الفتاة إلى منزل زوجها “الجنة التي تبحث عنها”.
منذ اليوم الأول، تبخر الحلم، وأصبحت الفتاة تعاني الظلم والقهر على يد حماتها وزوجها وعشيقته، فكانت ألوان العذاب على مدار اليوم، دون أن تدري ما يحدث لها.
اكتشفت الزوجة الجريمة بالصدفة، فالبداية كانت مجرد ملاحظات بتصرفات غريبة على زوجها، الذي يبرر ذلك بأقوال وأفعال غير منطقية، لكنها صدقت ما يقول.
جروح وكدمات يوم الصباحية
تقول راوية إن يوم الصباحية كان يوم عصيب، منذ استيقاظي وأنا أشعر بصعوبة في الحركة وثقل بالجسم، وخمول طوال اليوم.
وجدت الزوجة آثارًا للجروح في الجسد وسحجات وكدمات زرقاء، لتصاب بالهلع وتهرول إلى زوجها وتسأله عن سبب ذلك، لكنه لم يجب عن الأسئلة، وأنكر أي معرفة.
طواف في أرض زراعية مجهورة
في اليوم السابع ألبست حماتها وزوجها عباءة صفراء اللون بزينة جيدة، واصطحاباها إلى أرض زراعية مهجورة، وطافا بها هناك.
اكتشفت عائلتها ذلك عندما قامت بزيارة لها لتهنئتها بالزفاف، حيث وجدت العائلة ابنتها لا تقدر على المشي وتقوم الزحف للذهاب إلى الحمام ولا تقدر على تلبية حاجة نفسها.
شيخ يبطل العمل الأسود
انزعجت عائلة راوية مما حدث انزعاجًا شديدًا، وطلبت من الزوج الذهاب إلى شيخة للكشف عليها، وهناك وبعد قراءة الشيخ آيات من الذكر الحكيم، بعدها قالت الشيخة لزوجها: “أنت اللي عملت فيها كده وده شربك عمل أسود”.
قربان لمقبرة أثرية
وفى اليوم الثامن للزواج ذهبت للتسوق مع حماتها، وعند نزولها وجدت سيدة منقبة قامت برش مخدر في وجهها، مما جعلها تغيب عن الوعي لكن ليس بشكل كامل، ثم اصطحبتها هذه السيدة المجهولة إلى غرفة وسط أرض زراعية مهجورة، وقيدتها من يديها من الخلف وقدميها وكممت فمها، ثم اتصلت بزوجها إبراهيم للحضور وفتح المقبرة.
تقول راوية، عشت في غرفة لمدة أربعة أيام، كنت أتلقى فيها مواد مخدرة، ولما استفاقت ترى على جسدها أثار تعذيب وكدمات وجروح وطول هذه الايام كان زوجها بصحبة الشيخ الذى يدعى “عُدي”.
مع ترديد الكلام عرفت راوية أن زواجها تم من أجل تقديمها قربانا للمقبرة لاستخراج الآثار الموجودة في هذه المنطقة، لأن المواصفات المطلوبة للقربان موجودة فيها.
بلاغ بالاختفاء
أبلغ الزوج أهل راوية عن اختفائها، وأنها تركت المنزل بمحض إرادتها، وذهب مع الأسرة إلى قسم الشرطة وقدموا بلاغًا بذلك.
وتقول شقيقة راوية، تلقيت اتصالًا يفيد وجود شقيقتي ملقاة على الطريقة، وبها آثار جروح في أماكن متفرقة من الجسد، وتم نقلها إلى مستشفى رشيد في البحيرة.
هناك تم تحرير محضر اتهمت فيه راوية زوجها بأنه وراء ما حدث، وأجرت تحليل دم لكشف توع المادة المخدرة وإثباتها في المحضر، وبعد بحث التحريات، وبالتحقيقات تبين أنها الضحية الرابعة للمتهم.
طلبت راوية الطلاق من زوجها لكنه رفض، فقامت برفع قضية خلع وبعد وقت طويل تم الحكم لصالحها، وحاليا تجري عمل أوراق معاش والدها للإنفاق عليها وعلى والدتها مريضة السرطان.