بقلم / نبيل مصيلحي
ــ
نظرة إلى ما سوف يفعل …. ، وبفعل الكتابة ستكون المواجهة .. سيجمع كل ما يواجهه ، ويجعله على سن رمحه ، بقدرة عجائبية ، ليرمي بسهمه قساة القلوب / الحجارة .. كل من أساء وغدر وخان ولام ..!!
لم يدفعه أي دافع لهذا العشق .. الذي رمي بنفسه في رحابه ، بدون التفكير ، أو حتى التروي أو التأني ، ودون استخارة .. ويترك مساحة زمنية بعيدة المدى ، يخفي ما قد واجهه من أحداث في الحياة .. فقط عاش ليروي مدى التياعه ، وإخفائه التمني .. وهذا الهروب من نفسه ومنها ، فإلى أين يهرب بما فيه .. نجده يطرح للقارئ .. إلى حضن المحال ، وماذا بعد .. ولحن البشارة . فهل هو يعقـِّد لنا الأمور في محال لا يصل إليه ، وبشاره يرجوها ، رائعة هذه العبارة التي تحمل في طياتها المحال والبشارة ، وبما تعبر كل منهما ..!!
( ألا .. فاعزفيني على ناي فرحك عمق التجني .. ألا .. فانزفيني على ورد بوحك نشيجا يجسد فوح العبارة ) .. عبارتان تستدعيان الفرح فحين ، والحزن والبكاء في حين آخر .. فالعبارة الأولى يطلب منها أن تعزفه على ناي فرحها وما آل إليه وهو المجني عليه ، والعبارة الثانية يطلب أيضا أن تنزفه على ورد بوحها ، بكاء ودموعا وأحزانا ينتشر في كل مكان شذاه .. وحرفا يقطِّر حرفا .. والمتأمل في العبارتين يجده يرسم صور فنية رائعة ، لإيقاع العزف والنزف ، ثم نجد صورة أخرى يرسم هذا الحرف الذي يقطر حروفا متتالية .. ليجمع .. ( فكل حروف الكتابة أحبك ) ، وكل السهام إليك لن تصلك فهي سكارى ..!!
لعله مارس فعل الترميز ، في قصيدته شديدة التكثيف .. ( إنزفيني ) ، لنفكرمن هي تلك التي كتب لها قصيدته ، واستطاع بحرفية أن يخفي الدلالة ، حتى لا يجور عليها الزمن ، بالنسيان أو الإخفاء .
نبيل مصيلحي
عضو اتحاد كتَّاب مصر
ـــــ
القصيدة
ــ
إنزفيني
..$..
سأكتبُ…
كل الذي يعتريني
علي سنِ رمحي
وأرمي بسهمي القلوبَ الحجارة …
أنا …
من عشقتك دون التروي
ودون التأني
ودون إستخارة …
وعشت…
أواري عنك إلتياعي
وأخفي التمني
وأهرب منك ومني
لحضن المحالِ
ولحن البشارة …
ألا .. فأعزفيني …
علي نأي فرحِك
عمق التجني
وعودي إنزفيني …
علي ورد بوحك
نشيجا ..
يُجسدُ فوحَ العبارة
و حرفا ..
يقُطرُ حرفا
فكل حروف الكتابة أحبُكِ ….
وكل السهام إليكِ …
س
ك
ا
ر
ي