بدأت تركيا عملية عسكرية ضد المقاتلين الاكراد شمال شرقي سوريا، أمس الأربعاء، بعد أيام من انسحاب قوات أميركية كانت متمركزة بالمنطقة.
وذكرت وزارة الدفاع التركية أن الجيش أصاب 181 هدفا لقوات سوريا الديمقراطية بضربات جوية ومدافع الهاوتزر منذ انطلاق العملية العسكرية.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، التي تسيطر على مناطق شمال شرقي سوريا، أن ضربة جوية تركية أصابت سجنا يضم محتجزي تنظيم داعش.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن قوات بلاده مصممة على شن الهجوم، وقد توعد الأكراد بالرد على عملية الأتراك العسكرية الجديدة بـ “حرب شاملة”.
تدمير الاقتصاد التركي
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أمس الأربعاء، أنه سيدمر اقتصاد تركيا إذا قضى التوغل التركي في سوريا على السكان الأكراد بالمنطقة.
وفي رده على سؤال لأحد الصحافيين عما إذا كان يخشى من أن يقدم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على القضاء على الأكراد، قال ترمب: “سأمحو اقتصاده إذا حدث ذلك”.
وأضاف: “فعلت ذلك بالفعل من قبل مع القس برانسون” وذلك في إشارة إلى عقوبات أميركية على تركيا بشأن احتجاز مواطن أميركي.
كما قال: “أتمنى أن يتصرف بعقلانية”.
وكان البيت الأبيض قد ذكر، في وقت سابق، أن ترمب لا يؤيد الهجوم العسكري التركي على سوريا، وأوضح أنه فكرة سيئة، قائلاً إن “تركيا العضو في حلف الناتو قامت بغزو سوريا”.
جيش أمريكا
وبدوره، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن جيش بلاده يحتجز قياديين اثنين من تنظيم داعش، تسلمهما من الاكراد ، عقب الهجوم التركي على شمالي سوريا، الأربعاء.
ورجحت وسائل إعلام أميركية أن يكون الأمر متعلقا ببريطانيَّين عضوَين في مجموعة يُطلق عليها اسم “البيتلز”.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية وشبكة “سي إن إن” أن هذين المتشددين هما ألكساندا آمون كوتي والشافي الشيخ، اللذين كانا عضوين في خلية الإعدامات في تنظيم داعش، المعروفة بـ”البيتلز”، وهي مسؤولة عن قطع رؤوس رهائن، خصوصا أجانب، من بينهم الصحفي الأميركي، جيمس فولاي.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لـوكالة “فرانس برس”، الأربعاء: “أستطيع أن أؤكد أننا استعدنا من قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على اثنين من كبار أعضاء داعش”.
وأضاف أن الرجلين “وضعا رهن الاحتجاز العسكري خارج سوريا”، فيما أشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الرجلين الآن محتجزان في العراق.
التصدي الكردي
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، الخميس، تصديها لمحاولات القوات التركية التوغل في مناطق سيطرتها في شمال سوريا، غداة بدء أنقرة عملية واسعة ضدها تخللها قصف عنيف استهدف مدنا وقرى عدة.
وقال مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية إن اشتباكات ضارية تتواصل في قرى سورية حدودية مع القوات التركية.
وأضاف مروان قامشلو، وهو مسؤول إعلامي بقوات سوريا الديمقراطية أن “اشتباكات ضارية تجري في القرى التي تحاول القوات التركية دخولها”.
وأعلنت أنقرة بدورها أن عمليتها العسكرية البرية والجوية “مستمرة بنجاح”، وتمكنت من السيطرة على أهداف معينة لم تحددها.
وبعد ساعات من قصف مدفعي عنيف، تخللته غارات محدودة، أعلنت القوات التركية ليلة الأربعاء بدء هجومها البري في مناطق سيطرة المقاتلين الاكراد ، في عملية عسكرية جاءت بعد ما بدا بأنه أشبه بضوء أخضر أميركي، إلا أنها لاقت انتقادات دولية واسعة.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان، الخميس: “تصدت قواتنا لمحاولة توغل بري لجيش الاحتلال التركي في محور تل حلف وعلوك” قرب بلدة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي، كما “أفشلت محاولات التسلل من محور تل أبيض التي رافقها قصف عشوائي”.