تعد تطوير البرمجيات مهنة صعبة وبها الكثير من التحديات، وغالبًا ما يؤدي التعقيد المتزايد لمشاريع البرمجيات، والقيود الزمنية في المشاريع، ونقص الموارد إلى إحباط المطورين أثناء العمل، ولكي تتمكن من التغلب على هذه التحديات بشكل أكثر فاعلية، قمنا في هذا الموضوع بتجميع قائمة تضم أهم التحديات الشائعة خلال أعمال تطوير البرامج بالإضافة إلى كيفية التغلب على هذه التحديات وحلها.
قلة التوجيه من الإدارة
أحد أكثر تحديات تطوير البرمجيات شيوعًا هو الافتقار إلى التوجيه من مديري المشاريع، حيث يحتاج المطورون إلى تعليمات واضحة ليتمكنوا من أداء عملهم بفعالية، وإذا تركوا للعمل دون رؤية واضحة أو خطوط عريضة، فقد يؤدي ذلك إلى الفوضى والارتباك داخل بيئة العمل، كما يمكن أن يتسبب هذا في تأخيرات في المشروع ويؤثر على جودة المنتج النهائي.
ولعل أفضل طريقة للتغلب على هذا التحدي هي وضع خطة مشروع واضحة وموجزة، بحيث تحدد هذه الوثيقة الخطوط العريضة لجميع المهام الحرجة التي يجب إكمالها ومن المسؤول عن كل منها داخل فريق العمل، كما يجب أن تتضمن أيضًا مخططًا زمنيًا حتى يتمكن المطورون من تتبع تقدمهم والتأكد من أنهم في الموعد المحدد، وفي حالة أن مدير المشروع غير رأيه بشأن شيء ما، فمن المهم تحديث خطة المشروع بشكل سريع بحيث يستمر العمل وفقاً لهذه التغيرات دون توقف.
صعوبة تقدير الوقت والموارد
تعتبر صعوبة تقدير الوقت والموارد لمشاريع تطوير البرمجيات أحد أبرز المشاكل الشائعة، فمن من المهم أن يكون لديك جدول زمني واقعي، بالنظر إلى قيود الميزانيات وقدرة فريق العمل لديك، ومن خلال هذا الجدول الزمني يعرف المطورون مقدار الوقت الذي يمكنهم قضاؤه في تحسين ميزة معينة أو العمل على اختبار البرامج وإصلاح الأخطاء.
ومن أهم طرق تجنب هذا التحدي الشائع هو عملية تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء أصغر بحيث يسهل إدارتها، ويمكن للمطورين في هذا السياق الاستفادة من أدوات إدارة المشروع أو أدوات تتبع الوقت مثل Toggl أو Harvest للتأكد من أنهم يتتبعون مقدار الجهد الذي يستثمرونه في كل مهمة، بالإضافة إلى ذلك فإن تحديد المواعيد النهائية للعمل يساعد المطورين على تحديد أولويات مهامهم ومعرفة المهام التي يجب القيام بها بحلول تاريخ محدد، وفي الوقت ذاته يجب عليهم أيضًا أن يأخذوا في الاعتبار أي مشاكل محتملة في تطوير البرامج قد تظهر وأن يكون لديهم خطة احتياطية جاهزة للعمل.
نقص الموارد لعملية تطوير البرمجيات
يعد نقص الميزانية والموارد تحديًا شائعًا آخر لتطوير البرامج، ويرجع جزء من هذه المشكلة إلى التعقيد المتزايد لمشاريع البرامج، والتي تستغرق الكثير من الوقت والمال لإكمالها، بالإضافة إلى هذه القيود، قد يواجه المطورون أيضًا نقصًا في الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر للاختبار، أو نقصًا في مهندسي البرمجيات، أو حتى نقصًا في التكنولوجيا المناسبة لمشاريعهم.
ولعل أفضل طريقة للتعامل مع تحديات تطوير البرامج هذه هي الاستفادة من المصادر المجانية من الويب، ونظرًا لأن العديد من أنواع المصادر المختلفة متوفرة على الإنترنت بما في ذلك الخطوط والرسومات إلى مكتبات الرموز والبرامج النصية، فهذا بالطبع يسهل من عملية الوصول للعناصر المطلوبة والتي تلبي احتياجاتك الخاصة دون الحاجة إلى إنفاق أي شيء على الإطلاق.
تحديد متطلبات مشاريع تطوير البرمجيات
يعد تحديد المتطلبات أحد أكثر التحديات التي تستغرق وقتًا طويلاً بالنسبة لمطوري البرامج، والمقصود بتحديد المتطلبات هنا هو معرفة ما يجب أن يفعله المنتج وكيف يجب أن يعمل، حيث يجب أن تكون المتطلبات واضحة وموجزة وكاملة بحيث يكون لدى المطورين فهم جيد لما يحتاجون إلى القيام به، ولسوء الحظ ففي صناعة البرمجيات غالبًا ما يكون من الصعب الحصول على صورة واضحة لما هو مطلوب بل والأكثر صعوبة ترجمة ذلك إلى إرشادات محددة، وإذا لم يتم تحديد هذه المتطلبات جيدًا، فقد يؤدي ذلك إلى الارتباك والإحباط من جانب المطورين، مما سيؤدي في النهاية إلى تأخير المشروع.
وتتمثل إحدى الطرق المفيدة لمعالجة هذه المشكلة في إجراء مناقشات مع العملاء أو الشريحة المستهدفة من هذا المشروع، حيث سيسمح إجراء هذه المناقشات بمزيد من الوضوح بشأن ما يجب القيام به ومتى يجب إكمال الأشياء، علاوة على ذلك يجب على فريق المشروع إنشاء نماذج أولية واختبارها مع العملاء للحصول على تعليقات بعد الانتهاء من كل مرحلة من مراحل المشروع.
قيود زمنية صارمة
التحدي الأخير معنا في قائمة التحديات التي تواجه مطوري البرمجيات وهو التعامل مع قيود زمنية صارمة، ولا سيما أنه في كثير من الحالات، يتم الاتفاق على المواعيد النهائية قبل أن يعرفوا حتى العمل الذي يجب القيام به، مما يؤدي إلى الكثير من الضغط والإحباط، وحتى إذا لم تحدث هذه المشكلة في البداية، فمن المرجح أن تظهر لاحقًا في المشروع عندما يواجه فريق تطوير البرامج مشكلات قد تستغرق وقتًا أطول من المتوقع لمعالجتها.
وللتعامل مع هذا التحدي، تركز الشركات بشكل أفضل على الإدارة الجيدة للوقت، بحيث يجب على المطورين ومديري المشاريع تحديد مواعيد نهائية واقعية وتوقعات واضحة من البداية، علاوة على ذلك، يُنصح فرق تطوير البرامج بأخذ الوقت اللازم للراحة والتعافي والتجهيز في الوقت المناسب للطوارئ، وبهذه الطريقة إذا ظهرت أحداث غير متوقعة أو وجد الفريق نفسه متأخر عن الخطة الموضوعة، فيمكنه في هذه الحالة تعويض الوقت الضائع بسرعة دون تعريض المشروع للخطر.