اصل الحكاية.. ابن هرمه
حنان أمين سيف
ابن هرمه.. لقب غريب نسمعه كثيرا دون معرفة من هو ابن الهرمه، او سبب
تسميته بهذا اللقب الغريب والعجيب، وهل يوجد شخص يدعى ابن هرمه ام انه
مجرد لقب لتحقير من الشخص.
ابن هرمه هو إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة الكناني القرشي،
رجل مخضرم عاصر بعضا من حكم الدولة الاموية والدوله العباسية، والملقب
بأبو اسحاق، من مواليد عام 80هجرية، ولد فى المدينة المنورة، ولقب بشاعر
الحجاز وشيخ شعراء زمانه، له حوالى 280قصيدة، وتوفى عام 176هجرية
ولم يسير فى جنازته سوى اربعة اشخاص فقط.
كان ابن هرمه دميم الشكل، عاش حياته وهو يحتسى الخمر، وكان بخيل، سكير،
وتم جلده اكثر من مره بسبب احتسائه الخمر، وبالرغم من ذلك اشتهر بشعر
الغزل، والحكمة والهجاء.
فى فرح احد اصدقائه دخل ابن هرمه الى حفل لكى يجد عندهم شيئا من الطعام ،
فاطال اصحاب الحفل الحديث معه، وجعلوا يتذاكرون معه في امور القرآن
الكريم ، ولم يطعموه وعندما اشد عليه الجوع ولم يقدمان له شيئا يأكله هم
بالانصراف وهو يقول: لقد حفظوا القرآن الكريم، واستظهروا كل ما فيه الا
سورة المائدة لم تخطر على بالهم.
ابن هرمه مشهور عنه ادمان الخمر و خفه الظل، وكان صديقا للخليفة ابى
جعفر المنصور، وبعد ان ينام جميع من فى المدينة يذهب ابن هرمه الى الخليفة
ويجلس معه ويسامره، وعند الانتهاء من السهرة يغادر ابن هرمه قصر الخليفة،
وهو تفوح منه رائحة الخمر، ويقبضون عليه ويقومن باحالته الى القاضى،
وينساق ابن هرمه لاوامرهم حتى يحضر الخليفة الذى يأمر بالعفو عنه فى
اللحظات الاخيرة.
و كان العسس كثيرا ما يقبضون على ابن هرمه لانه دائما يكون سكرانا، اقترح
ابن هرمه على الخليفة ان يعطية صكا، يقوم بتقديمة الى العسس حتى لا
يقبضون عليه وهو سكران، لكن الخليفة وجد ان يطلب من العسس عدم القبض
على رجل سكير، هذا يكون مخالف للشرع ويتعارض مع حدود الله، فرفض هذا
الاقتراح.
غاب ابن هرمة اياما ولم يحضر الى الخليفة للسهر معه كالمعتاد، فى هذا الوقت
فكر كثيرا واستخدم ذكاءه فى كيفية النجاة من عسس الخليفة وعساكره من
التعرض له أو القبض عليه.
وعاد ابن هرمه الى الخليفة وهو فرحا ومعه حل لهذه المشكلة، وهو مرسوما
يصدره الخليفة يكون مضمونه ” ان هناك رجلا يدعى ابن الهرمه، وهو شارب
للخمر ومدمن عليها وكثيرا ما يتم القبض عليه، وتم العفو عنه اكثر من مرة
دون ان يرتدع عن ادمانه للخمر ولذلك نأمر بالاتى، من يقوم بالقبض على ابن
هرمه وهو سكران، يتم جلد ابن هرمه ثمانين جلده، ومن القى القبض عليه يجلد
مئة جلدة”.
وبذلك تحايل ابن هرمه على القانون لتحقيق رغباته، والافلات من عسس
وعساكر الخليفة حتى لا يلقون القبض عليه، وكانوا عندما يجدون ابن هرمه وهو
سكير، ينادون من يشترى الثمانين بالمائة.