اصل الحكاية .. سرك فى بير
كثيرا ما يكون لدينا سر نريد البوح به لشخص يكون مأتمن، فنبحث عن الشخص
الذى يكون ذو ثقة وانه سوف يحفظ سرنا ولا يمكن البوح به لاى شخص اخر
حتى وان اختلفنا او افترقنا، نبحث عن الشخص الذى نرى فيه الامانة وصيانة
العهد والوفاء بالوعد، ليس من الضرورة ان يكون هذا الشخص من المقربين فقد
يكون المقرب منك هو من يفشي سرك.
وعندما نجد هذا الشخص نبوح له بسرنا ووقتها نسمع مقولة قول واطمن سرك
فى بير، وبعدها نبدأ فى سرد اسرارنا دون ان نعرف ما علاقة السر بالبير.
يحكى ان احد السلاطين قام باخبار حطابا في القرية، حلم انه ولد بيضة ولا
يعرف تفسير هذا الحلم، و طلب من الحطاب عدم البوح بسره لأحد ووعده
الحطاب بذلك، مرت الايام والحطاب لم يستطيع على كتمان هذا السر و تعذب
نفسيا وقرر ان يبوح بالسر.
فذهب الى الغابة لكى يبوح بهذا السر حيث لا يستطيع احد ان يسمعه،
وعندما ذهب الى الغابة خاف ان يتكلم بصوت عال ويسمعه احدا من اهل القرية
ويقوم بنشر السر، فظل يمشى فى طريقة حتى وجد بير مهجور فقال ان هذا
المكان آمن للبوح فيه بالسر حيث لا يستطيع احد سماعه، وجرى ناحية البير
وادخل راسه ثم صاح باعلى صوته.
السلطان حلم انه باض بيضة، وبعدها نام الحطاب فى الغابة حتى قرب
دخول الليل عليه، فقام وجمع الحطب وسار فى طريقة ليعود الى القرية، وعند
عودته للقرية وجد الخبر قد انتشر وجميع من فى القرية يحكون عن حلم
السلطان.
تعجب الحطاب وظل يسأل نفسه كيف عرف اهل القرية بسر السلطان، ولم
يعلم به احد غيرى وظل متعجبا لفترة من الوقت، وارسل السلطان لاستدعاء
الحطاب و قال له : لمن بحت بالسر ؟ فقال الحطاب : لم ابوح لاحد بالسر
لكننى بوحت بالسر داخل بير مهجور ، فرد السلطان قائلا : في البير كان رجلا
نائما، ومن هنا جائت مقولة سرك في بير.