إن الأفعال الخمسة أو كما يطلق عليها من قبل البعض (الأمثلة الخمسة)، هي الأفعال المضارعة التي تتصل بياء المؤنثة المخاطبة أو بألف المثنى أو تكون متصلة مع واو الجمع المذكر.
أمثلة على الأفعال الخمسة:
إن أي فعل مضارع يتصل بياء المؤنثة المخاطبة أو واو الجماعة أو ألف الاثنين يعتبر من الأفعال الخمسة، ومن الأمثلة على هذه الافعال:
- فعل “يفلح” مع ألف المثنى للغائب (هما) يصبح “يفلحان” وكمثال عليه نقول: الفلاحان يفلحان أرضهما.
- فعل “يفلح” مع الف المثنى للمخاطب الحاضر (أنتما) يصبح “تفلحان” وكمثال عليه نقول: لماذا تفلحان أرضكما.
- فعل “تفلح” مع ياء المؤنثة المخاطبة تصبح “تفلحين” وكمثال عليه نقول: هل تفلحين أرضك؟
- فعل “يفلح” مع واو الجمع المذكر للغائب (هم) يصبح “يفلحون” وكمثال عليه نقول الفلاحون يفلحون أراضيهم.
- فعل “يفلح” مع واو الجمع المذكر للمخاطب الحاضر (أنتم) يصبح “تفلحون” وكمثال عليه نقول: هل تفلحون أرضكم؟
سبب تسمية الأفعال الخمسة:
يمكن اكتشاف سبب التسمية من خلال الأمثلة التي طرحناها في الفقرة السابقة، او سنطرحها في هذه الفقرة فعددها خمسة، لأن هناك خمس حالات للفعل المضارع ليصبح من الأفعال الخمسة هي:
1- اتصال الفعل المضارع مع ألف الاثنين للغائب مثل (يجتهدان).
2- اتصال الفعل المضارع مع ألف الاثنين للحاضر مثل (تجتهدان).
3- اتصال الفعل المضارع مع واو الجماعة للغائب مثل (يجتهدون).
4- اتصال الفعل المضارع مع واو الجماعة للحاضر مثل (تجتهدون).
5- اتصال الفعل المضارع مع ياء المؤنثة المخاطبة للحاضر مثل (تجتهدين).
وبذلك نلاحظ الحالات الخمس لهذا الفعل المضارع، التي هي سبب التسمية “الأمثلة الخمسة” أو “الأفعال الخمسة”.
علامات النصب في الأفعال الخمسة:
إن الأفعال الخمسة تنصب بالأدوات التي تنصب الفعل المضارع ومنها: (لن، أن، كي، لام الجحود، لام التعليل، حتى، واو المعية، فاء السببية)، وتكون علامة النصب هنا هي حذف النون بدلاً من الفتحة.
تعرب ياء المخاطبة أو ألف الاثنين أو واو الجماعة كفاعل مبني على السكون بمحل رفع.
وكمثال يمكننا طرح جملة (لن تنالوا التفوق حتى تدرسوا..)، فهنا فعل “تنالوا” وفعل “تدرسوا” هما من الأفعال الخمسة، وقد نصبا بأداتي نصب الفعل المضارع (لن، حتى)، ويكون الإعراب بالشكل التالي:
تنالوا أو تدرسوا: فعل مضارع منصوب وعلامة النصب هي حذف النون من آخره (لأنه من الافعال الخمسة)، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والألف للتفريق.
علامة الرفع في الأفعال الخمسة:
إذا لم تسبق الأفعال الخمسة بأداة جزم أو أداة نصب، فإنها ترفع بثبوت النون في آخر الكلمة بدلاً عن الضمة.
تعرب ياء المخاطبة أو واو الجماعة أو ألف الاثنين كضمير متصل يبنى على السكون بمحل رفع فاعل.
وكمثال على ذلك نذكر قوله تعالى في الآية 19 من سورة النحل: “وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وما تُعْلِنُونَ”.
وهنا يمكننا إعراب فعل (تسرون) أو فعل (تعلنون) بالشكل التالي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون في آخره لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
علامة الجزم في الأفعال الخمسة:
إن الأفعال الخمسة تجزم بالأدوات التي تجزم الفعل المضارع ومنها: (لام الأمر، لم النافية، لا الناهية، لما عندما تأخذ معنى النفي)، وتكون علامة الجزم هنا هي حذف النون بدلاً من السكون.
تعرب ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة كضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
وكمثال على ذلك يمكن أن نطرح مثال: (لا تكذبوا ، لم يعلموا)
وهنا نعرب فعل تكذبوا أو فعل يعلموا: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون من آخره، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف للتفريق.
ما هي أحكام النون في الافعال الخمسة:
- إن النون بالأفعال الخمسة تأتي مكسورة إذا اتصل الفعل المضارع بألف الاثنين
- إن النون في الأفعال الخمسة تأتي مفتوحة إذا اتصل الفعل المضارع بياء المخاطبة أو مع واو الجماعة.
- تدخل نون التأكيد الخفيفة أو المشددة (الثقيلة) على الأفعال الخمسة في بعض الحالات وهي:
أ- عندما تضاف نون التأكيد المشددة الى فعل مضارع متصل مع ألف الاثنين، فإن النون تحذف.
ب- عندما تضاف نون التأكيد المشددة الى فعل مضارع متصل مع واو الجماعة، فإن نون الأفعال الخمسة تحذف كما تحذف واو الجماعة بسبب التقاء الساكنين، وتبقى النون المشددة لمعنى التوكيد مثل (يلعبنّ).
ويمكننا أن نذكر في النهاية أن نون التأكيد الخفيفة وفي معظم الحالات لا تأتي مع الأفعال الخمسة.