رحل الضوء الشارد بعد أن أثبت أن رامي قشوع ليس بطلًا من ورق على يد البدري أسطورة ليالي الحلمية وسجل اسم ممدوح عبد العليم في صفحات التاريخ الفني بأحرف من نور
أعمال فنية مميزة وفريدة ذات كاريزما وطابع خاص، عبرت عن واحد من أهم الشخصيات الفنية التي يُمكن وصفها بـ “ابن الذوات” رغم أنه اعتبر نفسه فلاح بسيط.
بداية ممدوح عبد العليم
في ثمانينات القرن العشرين ظهر ذلك الشاب عبر مجموعة من الأعمال الصعبة والشهيرة، وكان نجمًا لامعًا في عالم الدراما التلفزيونية والتي كان أشهرها “صيام صيام، أصيلة، ليلة القبض على فاطمة، داليا المصرية، الحب في الخريف، الشاهد والمتهم”، لينطلق نحو سماء الفن.
واتجه إلى عالم السينما ونجح في جذب الأنظار إلى موهبته، حيث كان أول مشاركاته خلال فيلم “قهوة المواردي” عام 1981 مع النجوم: فريد شوقي، نبيلة عبيد، يوسف شعبان، وفاروق الفيشاوي وغيرهم، ثم كان دوره في فيلم “العذراء والشعر الأبيض” عام 1983 مع النجوم: نبيلة عبيد، محمود عبد العزيز، وشريهان، هو نقطة التحول في مشواره.
بعدها انطلق نحو النجاح مع كبار النجوم في أعمال منها: “البريء” مع أحمد زكي، “كتيبة الإعدام” مع الراحلين نور الشريف ومعالي زايد، “المتمرد” مع فريد شوقي، و”سوبر ماركت” مع النجمة نجلاء فتحي، وبطل من ورق مع الفنانة آثار الحكيم والذي جسد فيه شخصيته الشهيرة بـ “رامي قشوع” التي تجسد شخصية المخرج نادر جلال الحقيقية، بعد أن رفض تقديمها عادل إمام وأحمد زكي، ثم خاض تجربة الإنتاج السينمائي مرة واحدة فقط من خلال فيلم “سمع هس” عام 1991، ونجح المخرج شريف عرفة في تحويل ممدوح عبد العليم في هذا العمل لممثل استعراضي يغني ويرقص مع النجوم.
في عام 2000 قرر الاعتزال عن السينمائي والتفرغ للدراما، وكان إبداع خاص في “ليالي الحلمية، خالتي صفية والدير، الضوء الشارد، الحب وأشياء أخرى، الطارق، الكومي، أبيض في أبيض”.
سر رؤية ممدوح عبد العليم لابنته في المنام قبل ولادتها
لم يكن يعلم أن المنام الذي رأى فيه رزق ربه بإنجابه لفتاة تكبر أمام عينيه وتبلغ الثالثة من عمرها تلعب وتمرح وتجري حوله سيكون الحقيقة.
كان ذلك سر ارتباطه بابنته “هنا” الذي قال في إحدى اللقاءات التلفزيونية وأثناء إجرائه حوارًا متلفزًا في برنامج معكم منى الشاذلي وكان ذلك في سبتمبر 2014، إنه رأى رؤية تتعلق بها، حيث شاهدها قبل أن تولد بثلاث سنوات، فرأها وهي في سن الثالثة تجري نحوه، الأمر الذي اعتبره رسالة إلهية تيقن منها عندما رزقه الله بمولودته.
ممدوح عبد العليم: لست من نجوم الصف الأول.. ولكن!
اتهم بالغرور.. برر ذلك بأن هذا الاتهام ظُلما، ويرجع إلى كونه لا يقبل إلا بالأدوار التي يقتنع بها فقط، هذا كان اعترافه الذي أكد فيه أيضًا إيمانه واقتناعه الشديد بأنه ليس من نجوم الصف الأول في مصر.
تلك الحقيقة التي أكدتها زوجته الإعلامية شافكي المنيري في كتابها، أنه كان يضع بمكتبه – إلى جوار الجوائز – تمثالا من الفخار لفلاح بسيط ظل يقول عنه دائما: “خلوا بالكم من التمثال الغلبان ده… ده أنا”، واصفة إياه في كتاب حمل اسم “أيام في بيت المحترم” بالاحترام، والشخصية التي كانت تشبه بشكل كبير هي شخصية “رفيع بيه”، مؤكدة أنه لم يكن “بطلا من ورق”، وكانت أحب الأدوار إلى قلبه تجسيد شخصية البدري في مسلسل ليالي الحلمية.
أسباب وفاة ممدوح عبد العليم.. سقط في صالة الجيم واتهمته زوجته بالتمثيل
على لسان زوجته شافكي المنيري، كانت أسرار وفاته، حيث كان ممدوح في صحة جيدة جدا، وكان الجميع مبتهجًا في بداية العام الجديد، يقضون إجازة عائلية في شرم الشيخ، بعد عودة ابنته هنا التي كانت تدرس في لندن وحضرت في إجازة، وكان ممدوح سعيدً جدًا في الرحلة.
عادت العائلة من شرم الشيخ بعد رحلة صحراوية سفاري جميلة، تمنى فيها عودة السياحة لمصر، وبعد 3 أيام وفي النادي انتهى من فترة القراءة الصباحية التي كان معتادًا عليها، وكان ما يقرأه هو سيناريو الجزء الأخير من “ليالي الحلمية”، وكانت تصحبه ابنته “هنا”، ثم قرر الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، وعند ذهابه قررت هي المغادرة، لكن لم يمر سوى نصف ساعة فقط وسقط هناك متوفيًا.
في بداية وفاته عندما سقط لم يكن أحد يعرف أنه توفى، وتخيلوا أنه فاقد للوعي، وأمسكت إحدى الفتيات هاتفه ولم تكن تعرفه، واتصلت بآخر رقم هاتفه فكان مدير البنك وهو صديقه، وقال لها ابحثي عن رقم شافكي زوجته وأبلغيها.
لم يكن صديقه يعلم بوفاته ولم يتخيل ذلك، لكنه توقع أن يكون فاقدًا للوعي، لم تجب زوجته على الهاتف، فهاتفت الفتاة ابنته هنا التي تلقت الخبر وقيل لها أنه تم نقله إلى العناية المركزة في مستشفى الأنجلو.
هاتفت هنا والدتها التي هاتفت أخوه الطبيب، وعند ذهابها إلى المستشفى لم تكن اتخيل أن الوضع وصل إلى حد الموت، لكن عند لقائها بالطبيب صدمها وقال لها: “ممكن أعزيك”، لم تستوعب شافكي الخبر ولم تسمع، لكنها اتهمته بالتمثيل، قائلة: “هو ممثل بارع”، لتبدو في حالة هيسترية جدًا.
ممدوح عبد العليم ويكبيديا
من مواليد محافظة المنوفية، اسمه بالكامل: ممدوح محمود عبد العليم محجوب، ولد في 10 نوفمبر عام 1956، وحصل على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية، ثم رحل في 5 يناير 2016، بسبب أزمة قلبية مفاجئة أصابته وهو يقوم بتمرينات في صالة ألعاب رياضية في النادي.
كانت بداية مشواره الفني في سن الطفولة في برامج الأطفال بالإذاعة والتلفزيون مع المخرجة إنعام محمد علي، ثم قدمه المخرج نور الدمرداش وهو طفل صغير في مسلسل “الجنة العذراء” مع الفنانة كريمة مختار، حيث بدأ مشواره في التمثيل فعليًّا عام 1980 وهو شاب في مسلسل “أصيلة” إلى جانب الفنانة كريمة مختار ثم توالت أعماله التليفزيونية، وفي عام 1983 اقتحم عالم السينما بفيلم “العذراء والشعر الأبيض”، لتكن آخر أعماله الدرامية أمام الفنانة غادة عبد الرازق في مسلسل السيدة الأولى.
صور نادرة للفنان ممدوح عبد العليم